حكاية أغنية
بَــــابُورينو المنصف بــــاي
كانت الفنانة فتحيّة خيري تعدّ مطربة القصر في أربعينات القرن العشرين وكان المنصف باي مغرمًا بصوتها. وفي يوم من أيام شهر ماي 1943 دعا المنصف باي فتحيّة خيري الى مرافقة أفراد أسرته في رحلة بحريّة على متن مركبه الخاصّ “البابورينو”. فسرّت بالدّعوة وفكرت في إهدائه أغنية ردّا لجميله. وفي الليل أحيت فتحيّة خيري حفلة خاصة واستمرّت الى الرابعة صباحًا. وبعدها مباشرة ركبت الكرّوسة قاصدة رادس حيث يسكن صديقها الشاعر عبد الرزاق كَرَبَاكة. وعندما فتح الباب اندهش من وقت قدومها إليه…وطلبت منه مرافقتها الى منزلها وفي الطريق اقترحت عليه نظم أغنية تلائم موكب النزهة التي دعيت إليها، ونامت وأغلقت عليه الباب ثم استيقظت في منتصف النّهار وفتحت الباب فوجدته غاضبًا لنفادِ السجائر وسلمها الأغنية. فانطلقت بسرعة الى الفنان قدور الصرارفي فلحّنها في وقت قياسي وغنّتها أمام الباي في النزهة ولاقت هذه الأغنية رواجا لدى الأوساط الشعبيّة خاصّة عندما حُمِل الباي على الباخرة في اتجاه منفاه :
بابورينــو سرى عالنسمـة *** شرّڨ مــوج الــحــي
هازز فوقـو عزّ الأمّــــة ***سـيدي المـنصـف بَيْ
يا بابور اسم الله عليك*** اتهنّى واطمَانْ
اليـوم العزّة حلّت بيك *** والهمّة ولاَمَـان
اليـوم عليـك اللي يواتيـك *** ســـيـدي الـمـنـصـف بَيْ
قولوا معاي ان شاء الله يدوم *** على العرش اللى حماه
نصرة وبشرى للمظلوم *** ديما شعبو معاه
قول يابابورينو عوم ***بسيدي المنصف بيْ
بابورينــو سرى عالنسمـة *** شرّڨ مــوج الــحــي
هازز فوقـو عزّ الأمّــــة ***سـيدي المـنصـف بَيْ