هل صارت (تونس) لا (تؤنس) ؟
حدث ما حدث في لبنان، حدث في لبنان ويحدث منذ سنوات، انشقت لبنان منذ سنوات وهي تعيش انقسامات، قالوا عنها : طائفية…والطائفية في لبنان أنبتتها وغرستها فرنسا قبل أن تخرج لتبقى لبنان المنشقة والمنقسمة طيّعة في يد فرنسا التي أعطت لبنان الاستقلال بيد واسترجعته بيد أخرى…
وحدث منذ أيام في لبنان ما حدث…وما حدث قالوا عنه : زلزال…قَتَل وجَرَح المئات…وشرّد المئات…وخرّب الديار والعمارات والمغازات…ويتم الأطفال ورمّل الزوجات.
وما حدث وجدت فيه وسائل الاعلام اللبنانية…- وما أكثرها – الحبر الذي تغمس فيه أقلامها وتكتب…
وهي كتبت وعلقت وقالت ممّا قالت : ان لبنان تعاني منذ عشرات السنين من انقسام واضح..انها منقسمة الى فريقين : فريق حزب الله ومعه كلّ حزب يسبح بالليل والنهار بحزب الله..وفريق العدو الألد لحزب الله وهو يجمع حوله من يلعن صباح مساء حزب الله…وليس له من تسبيح غير لعنة العداوة والحقد ضدّ حزب الله…
وكتبت صحف من لبنان فقالت : ماذا حصدت لبنان من هذا الانقسام ؟ حصدت اقتصادا ينذر بالإفلاس، ووضعا اجتماعيا يبكي له كل واحد في لبنان من الناس، وحكومات تتوالد بعد عسر ومخاض وفساد، وتسيب وزاري وإداري من آثاره هذا الزلزال المدمر الذي حدث في لبنان وأبكى في العالم كل الشعوب التي أحبت أو كرهت لبنان…
هذه صورة صورتها أقلام في لبنان عن لبنان..فماذا تقول أقلام الحكماء والعقلاء عن تونس ؟
هل يمكن أن نقول : في تونس نفس الصورة التي جعلت (تونس لا تؤنس) ؟
هل يمكن أن نقول : منذ أن انطلقت الثورة في تونس تدخّل من بيده مقص التشتّت والفرقة فقسّم بدمائه وشيطنته تونس الى قسمين…الى فريقين : فريق يحيّي ويزكّي صباح مساء (حزب النهضة) وينام ويستيقظ في خيمة (حزب النهضة) وفريق لا يسبّح بالليل والنهار، وبالقلم واللسان إلا بلعنة حزب النهضة ومن يناصرون حزب النهضة
منذ أن ثارت تونس ضدّ ظلم ودكتاتورية بن علي وعصابة بن عليّ وفي تونس الأحزاب تتوالد، وكل مولود من يوم ولادته ينخرط مع فريق وضدّ فريق..أحزاب تولد لتعيش في حضن (حزب النهضة) وأحزاب تولد وهي تعلم أو تتعلّم أنها لا تكبر إلا إذا باركت نفسها بقصائد الهجاء والوقاحة ضدّ (حزب النهضة)
فماذا حصدت تونس من فريقين يتناطحان في ساحات تونس ؟ في عشرة أيام حكومات تولد بعد عسر مخاض..وهي تولد لتموت لا لتعيش…واقتصاد ينهار، وبشائر تبشّر بالإفلاس، وإرهاب وفساد وكل فريق يدّعي الطهارة والنظافة والحكمة ويقول : صلّوا ورائي لتدخلوا الجنة..والشعب يرى ويسمع وهو حائر، وفيه من يترقب ظهور (المهدي) الذي يجعل كل المصابيح في تونس تضيء وتهدي الى الحق وتؤنس…فمتى يكون هذا ؟ وعلى يد من ؟ أعطني عقلك..