نندد … و نندد… و بعد ؟
حادثة الأمس يجب ان تنبه للخطر… فالعنف يولد العنف … و الانفلات ممكن …
صفع عبير موسي و لكمها على المباشر و الكلام البذىء الذى هيأ للعنف و واكب العنف…
الحدث كان على مرآى و مسمع كل التونسيين و كل العالم …
الصفعات و اللكمات هي لكل الدساترة و لكل الوطنيين و لكل الديمقراطيين …و لا يمكن لأي منهم الا يحس انه صُفِع و لُكِم كما صفعت و لكمت عبير …
مكتب البرلمان ” يندد ” .. في حين ان الجريمة متلبسة …حصلت في البرلمان على المباشر …
الحكومة ” تندد ” في حين ان الجريمة متلبسة … نقلها الإعلام مباشرة …
رؤساء الاحزاب هاتفوا مسؤولي الإعلام للتعجيل بإصدار بيانات ” تنديد ” …
النقابات ” تندد ” هي أيضا … فالسياسة أصبحت الركح الضروري للظهور …
الجمعيات ” تندد ” و من لم ” يندد” بعد سوف ” يندد ” لاحقا … و لما لا … ما هي الكلفة …
قريبا الاتحاد العالي للبرلمانات سوف “يندد ” … بعض هيئات الاتحاد الأوربي سوف ” تندد “… و
حوانيت الأمم المتحدة البالية سوف ” تندد ” …
منافقو حقوق الإنسان كلهم سوف ” ينددون “
قطر سوف ” تندد ” هي الأخرى !
دول المنطقة سوف تصطف … الدول الكبرى سوف تعطينا الدروس … فنحن في مخابر التجارب و صرفوا أموالا لأناس متذييلين …
قرأت اخيرا عن احد كبار خبراء الحروب من الكلية الحربية الأمريكية ان الجيل الرابع من الحروب غير مكلف… حيث يستخدم فيه الخونة من الداخل و يمكن الحصول على المنافع من خلال زعزعة الاستقرار…
التونسيون في حيرة… من زمان الان …
المصيبة تلو المصيبة… الوباء المتفشي و الموت في كل مكان .. الارتباك … الإفلاس … التسول المنظم … شراء التركات … و اليأس الخطير بدأ يسري عند من يجب ألا ييأس من الوطنيين ….
شرك دستوري كبير اوقعونا فيه منذ 2014 … و وقعوا معنا…
وَهْم ديمقراطي قدّموه كطعم للاصطياد …
هم يلتقطوننا كما تلتقط الحيتان … القرش يمزق الشباك و السمك الوديع يؤكل او يباع…
لكن ارجلهم وقعت في الشرك هم أيضا… و من يحفر جبا لاخيه يقع فيه …
الوضع لا يتعفن فقط … الوضع تعفن و انتهى … الروائح لم تعد تطاق…
أطوار العنف توغلنا فيها …
من الفضاءات العامة إلى فضاءات السيادة … من فوضى الادارات و الشركات إلى فوضى البرلمان…
من الكلام البذيء إلى الصفع و الركل … داخل البرلمان …
الإعلام ينقل و ينقل … حصل هو في الشرك أيضا… أصبح يبحث عن الاثارة و كانه يعيش من المستنقعات …
فضائيات و فيسبوكيات.. قنوات تونسية و قنوات أخرى أجنبية تلك التي تحبنا جدا جدا …
انه مسلسل دون سيناريو مسبق … كل يوم و نصيبه من الأحداث… و قد لا ينتهي المسلسل الا بانتهاء الممثلين…
انتظروا قريبا جدا … على الشاشة .. و في صفحات الفيسبوك …
سوف ينزل العنف السياسي الى الشارع…
أضعنا وقت التصحيح الحقيقي و مشينا نحو الغنيمية… أضعنا وقت الحوار الجدي و مشينا في المساومة و كسب المواقع من خلال الحوار …
ما بقي للوطن إلا أخذ الأمور بقوة…
لكن من يمكنه اخذ الأمور بقوة اليوم ؟؟
يئست من التوجه إلى رئيس الدولة… أثق في نزاهته و وطنيته …لكن هذا لا يكفي … له مسؤوليات دستورية عليه أخذها …
كما لا أعتقد في سلامة مساره للتصحيح… التوجه الدونكيشوتي غير ممكن … الكل فاسد هذا غير صحيح … منهج بورقيبة القائم على الواقعية و المرحلية هو الذي يجب أن يتبع … و الدوام ينقب الرخام …
السياسة إسمها على جسمها كما يقال، تدبير و لطف … واقعية و مرحلية …
مجلس الأمن القومي يبقى عندي هو الحل … مجلس موسع، و مرتب ، لا يقصي و لا يميّع …
هل يهتدي رئيس الجمهورية الى هذا و يرتب لإنقاذ الوطن !!!
هناك من انتقدني من الاحزاب معتبرا ان هذا المسار يقصيه من التاثير ! اقول انه مخطىء و عليه اخذ البعض مما تبقى افضل من ان يخسر الكل …
لا إقصاء لاي طرف … لا تحامل … لكن يجب اخذ الأمور بصرامة : فمصلحة الوطن لا تفوقها مصلحة و قوة الدولة لا تعلوها قوة…
خطة مرتبة … تتضمن فيما تتضمن :
– حكومة مصغرة للانتقال…
– و حل مجلس النواب…
– و استفتاء للعودة للنظام الرئاسي و للخروج من التمثيلية النسبية …
– و انتخابات جديدة على قواعد جديدة …
دون هذا … سوف نبقى في دوامة سلبية…
الوضع يزداد سوءا… مرض و جوع و فوضى و دماء …
الدولة الان متلاشية … مسك الدولة من جديد ضرورة … و ليس ثمة غير مجلس الأمن القومي لمسك الدولة …
التنديد لا يغني من جوع… العنف مهيؤ للإزدياد و للانتشار … و الخوف هو النزول الى الشارع …
ليس لي من دافع فيما اقول سوى حب هذا الوطن … ما أعطانا اكثر بكثير مما اعطيناه… و نشأنا على مبدأ حبه و حمايته..
النسور الكبرى و أشباه النسور الصغرى ما زالت تتصيد كل جريح …