موائد
نحن نعيش في تونس
وأنا أعيش وعشت في تونس
عشت عهد الكسكسي باللحم والكسكسي بالعصبان والكسكسي بالقديد والكسكسي بدوّارة الهجّالة وعشت في عهد أولادي ومع أولادي في عهد المقرونة فلّة والمقرونة سباقتي واللّبلابي.
واليوم أعيش وتعيشون – أطال الله أعماركم – عهد (البيتزا) – عهد الأحفاد ومع الأحفاد مصانع تصنع البيتزا وفي دقائق تحضر البيتزا، وتحرك جرس الهاتف تطلب لكل فرد من أفراد العائلة – بيتزا – تجدها عندك وعلى باب بيتك تقول لك (شبّيك لبّيك)
موائد المحمص والبرغل، والكسكسي رُفضت وطويت، رفضها وطواها الأحفاد وقالوا وصاحوا في كل بيت : نريد بيتزا…ولا نريد غير (البيتزا)
ودخلنا ثقافة البيتزا
في المدرسة تطرح على التلميذ في كل مادّة دروس ودروس ودروس وقواعد وقواعد وقواعد
في المدرسة يخضع التلميذ لتمارين وفروض فهو بها يُمْتَحَنُ
كيف يُمتحن وبماذا يُمتحن ؟
يُمتحن (بصحين بيتزا)
لا يُطلب منه أن يخلط ويخبط ويطبخ في ذهنه وذاكرته كل الدّروس..
يقال له : قم بإعداد درس واحد، وستُمتحن في درس واحد…هو الدرس الذي طبخناه سريعا…ومازال سخون…مثل (كعبة بيتزا)
هذا التلميذ – مطالب بالمطالعة – والمطالعة في عهد أبي وعهدي وعهد أولادي عرفناها في كتب بلا حساب ولا عدّ…عرفناها في مكتبات عمومية رفوفها امتلأت بكتب بلا حساب ولا عدّ
هذا التلميذ يطلب منه مطالعة كتاب…
والكتاب صفحاته إذا تصفحها، ووقف وتوقف مع كلماتها وسطورها وفصولها يصاب في ذهنه بالخلط والخبط…فماهو الحلّ ؟
قالوا : الحل في مطالعة سريعة تطبخ الكتاب وفُصول الكتاب ومحتوى الكتاب كما تطبخ البيتزا…
المطبخ هو (الأنترنت)…يمرّ التلميذ بأصبع واحد على أزراره فيجد (الكتاب) كلّه قد عصروه، واختصروه، ووضعوا مئات صفحاته في صفحة واحد فيلتهمها في راحة ويسر كما يلتهم (كعبة بيتزا)
ماذا تقول له ؟ ماذا تقول لعهد موائد البيتزا وثقافة البيتزا ؟ بالشفاء ؟
الى اللقاء مع (صحيّن بيتزا