من الزمن الجميل السبعينات … ” ليلة النصف بمدينة صفاقس ” تبدى تحفل ..
رمضان كما الجهات الكلّ يبدى حساب العائلات من أوّل نهار فيه الى آخر يوم وحلول عيد الفطر ..خلال السبعينات أجواء رمضان لها خصوصيات وطقوسا راسخة في كلّ الأسر ..وليلة النصف من رمضان هي مؤشّر انطلاق التحضيرات ولاستعداد للاحتفالات …
في صفاقس أوّل حاجة يخرج بلاغ في الاذاعة يرخّص فيه رئيس البلدية للمحلاّت التجارية للعمل ليلا بداية من نصف رمضان وبلاغ آخر للترخيص لسوق الحوت بالعمل ليلا لبيع الحوت المالح عن طريق الدلالة وفي جرت البلاغ تعلن الشركة الجهوية للنقل عن تغيير سفراتها والعمل خلال الفترة الليلة لكافة الخطوط …وكانت البوسطة أو الكار كما نسميوها قبل هي الوسيلة الوسيلة للمرواح للعائلات الى وسط البلاد على خاطر أغلب مازالت ما تملكش سيّارات خاصّة وهنا في صفاقس كي نقول مروّح يعني اتجاه المدينة وطالع للجنان وللدار اتجاه المنزل …
وكي نقول ليلة النصف نقصد المدينة العتيقة هي المركز الرئيسي لهذه الفترة المتبقيّة من رمضان …أصحاب المحلات التجارية جميعها تستعدّ لهذا الحدث ويقع تزيين الواجهات بالزرابي والأعلام وتقوم البلدية بإنارة أغلب الأنهج الرئيسية بفوانيس إضافية ..ليلة النصف تحلّ البلاد وتخدم الكيران والمخابز … وكلّ شيء يتبدّل …وقلّي صديق من الجالية اليهودية التي كانت تقيم بصفاقس
” laylat ennosf sfaxis tahfel ya khouya wjaw kbir fiha “ ليلة النصف يفسح المجال للانتصاب بمداخل المدينة لباعة اللعب وتنتشر الباعة المتجوّلون لكلّ أنواع الحلوى والحلقوم والنوقا والدرعية ولا يرخصّ لانتصاب لباعة الفواكه والحلوى بباب الديوان وباب الجبلي سوى قبل أيّام من عيد الفطر …ليلة النصف تخرج الموسيقى العصرية في جولة موسيقية انطلاقا من المدينة العتيقة ووصولا الى باب البحر وتحديدا بشارع الهادي شاكر الذي يقع تزيينه رفقة قصر البلدية بسائر أشكال الاضاءة والتي تولّد الفرحة والحماسة لدى عموم الناس …ياسر عائلات لم تكن تعتمد على الملابس الجاهزة وهاك علاش بلاد العربي معروفة بكثرة الخيّاطة فيها وكانت صنعة مزدهرة في السبعينات في سوق الفرياني باعة الأقمشة والعباد تختار القصّة متاع السروال والسواري وتهزّهم على بكري للخيّاط باش ياخو القياس لملابس العيد …
ليلة النصف هو انطلاق بيع ليلا الحوت المالح بالسوق وفق طريقة المزاد التقليدية وتتحلّ الدلالة في السوق وثمّة ياسر عباد تختار تشري أسماك طازجة وتقوم بعملية التمليح بالمنزل خاصّة لمن يرغب في نوعية محدّدة من السمك كالمناني والغزال والبوري والغراب وغيرها الفار والأحناش … والدلالة في السوق فرجة وجوّ وحماس مرّات والدلالة مؤشراتها غير مستقرّة كما يقولوها طالعة هابطة حسب حركية الحرفاء … ليلة النصف موعد انطلاق العائلات لاعداد حلويات العيد تتلمّد النساء والصبايا في الليل ويبدى حلاّن الحلو تحضر الصواني ويبدى الماراطون متاع الكوشة… كلّ ليلة وفي كلّ حومة ونهج وزنقة وين ما يتعدّى واحد هازز صينية متاع درع والا حمصية تشمّ ريحتها من بعيد والحلو العربي كان قرون القاطو والدرع والحمصية والأبيض والمقروض الأسمر وكانت أغلب العائلات قادرة باش تحلّ صينية بقلاوة والا كعك لوز وباش يتسكّر ها الباب يقع جمع الحلويات في حكك الشامية والاّ قزدرية ويتخبّى للعيد بطريقة سرّية خوفا من هجوم الأطفال من حين لآخر …تي ماهو قبل كانوا يجيبوا ياسر صغار ومعدّل العائلات من 6 الى 10 أطفال أيّ فجوة قبل العيد يذوب الحلو ..
الصفاقسي في بداية اختيار ملابس العيد يبدى حذر من الأوّل والنساء تبدى تختار وتعرف الأسوام وتعمل مقارنة وبعد تقرّر الشراء وهاك الصغيرات تبدى تتكربع في جرت أماتهم وين يوصلوا لنصبة متاع بيّاع النوقا والحلقوم وبيّاع اللعب ياقفوا يستنّاوا في مكافأة تهبط عليهم من عند أمّهم …
جوامع بلاد العربي بعد التراويح تتقسّم مجموعات لتلاوة القرآن ..ونهج جامع الكبير ونهج الباي ونهج العدول وسوق الفرياني وسوق الذهب وسوق الحوت ياخو ويعطي بالعباد …وفي صفاقس كما أغلب الجهات في شهر رمضان الّي خاطب طفلة يلزمو يهزّ الموسم ليلة 27 وليلة العيد وكلّ قدير على قدرو ثمّة آشكون يهدي الذهب وثمّة ىشكون يشري ملابس أما عشاء النسيب لازم منّو …ومن احتفالات رمضان الطهور ياسر عائلات طهّر وليداتها ليلة 27 للتبرّك بهذا الشهر الفضيل ….
من ليلة النصف الى اقتراب عيد الفطر ترتفع وتيرة وكثرة الاقبال على الأسواق حيث تختنق بعض الأنهج ليلة 27 من رمضان وليلة العيد بالسكّان ويعود ذلك لقدوم أغلب قاطني المعتمديات داخل الولاية لاقتناء مستلزمات العيد لأبنائهم ومشاركة الأجواء الرمضانية الممتعة بالمدينة …ما تنساوش الكار آخر فواياج من البلاد الواحدة ليلا ….
حاولت النبش في ذاكرتي وهذا ما استرجعته من صورة لتلك الفترة الزمنية يمكن أن أكون قد نسيت بعض الصور وهذا يعود اليكم للتذكير بها وجعلنا نغوص في تلك المرحلة التي عرّفناها سابقا بالجنون .