معهد الهادي شاكر بصفاقس
في شهر أكتوبر 1953 تمّ تحويل الدراسة من معهد نهج طينة إلى مكانه الحالي بطريق قابس و أصبح يطلق عليه “معهد الذكور” و أخذ مبناه يتطور شيئا فشيئا إلى أن وصل إلى صورته الحالية.
وبعد الاستقلال تغيرت تسمية المعهد ليصبح “معهد الهادي شاكر”، و أمّا على مستوى النتائج فإن هذه المؤسسة تعتبر معقلا من معاقل العلم في البلاد إذ أنها دأبت على تحصيل أحسن النتائج في البلاد و تخريج العديد من الشخصيات الوطنية و المشاهير في شتى المجالات بفضل إطارها التربوي الكفء و إدارة المعهد التي عرفت بانضباطها و حزمها و صرامتها و خصوصا في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي و في سنة 1989 تمّ إقرار إحداث معاهد نموذجية في عدد من ولايات الجمهورية فتم تخصيص جزء من معهد الهادي شاكر لإحداث المعهد النموذجي بصفاقس. و كان لكليْ المعهدين مدير واحد في البداية هو السيد حسن كانون و لعلّه من أبرز الأسماء التي ظلّت محفورة في الذاكرة على مستوى الإدارة.
هذه لمحة بسيطة عن مؤسسة تربوية عريقة في صفاقس و في الجمهورية التونسية و لكن هناك حقيقة مرّة مسكوت عنها منذ سنوات و هو أنّ هذا المعهد كان صرحا فهوى و أصبح في أسفل ترتيب المعاهد في امتحانات البكالوريا بعد أن كان يصدّر الأدمغة سنويا و بعد أن كان تضرب به الأمثال في الانضباط داخل المعهد و بعد أن كان يعتبر حلم كلّ أستاذ بأن يكون ضمن الإطار التربوي المنتسب لهذا الصرح…
اخترت الانطلاق عبر هذه القلعة التاريخية للعلم حتى نحاول فكّ بعض الرموز و الطلاسم التي يسكت عنها أهل الميدان و المسؤولون في الجهة … ماذا حصل لهذا الصرح حتى يتحوّل من مؤسسة تربوية تتبوّأ أعلى المراتب في الجمهورية إلى مؤسسة فقدت بريقها لفائدة ربيبتها النموذجية التي سرقت كلّ الأضواء و الامتيازات؟؟؟
ملاحظة – يبقى مقام معهد الهادي شاكر محفوظا و قيمته الاعتبارية عالية في ذهن الصفاقسية و لكن هذا لا يمنعنا من تفكيك الصورة و قول الحقيقة مهما كانت مرارتها.