قطعــــــــة حلـــوى
كَانتْ كتب الدّراسة في التّعليم الابتدائي ذات مواضيعَ مُتعدّدة منها فصلٌ على العائلة يحكي الكاتبُ فيها على الجدّةِ التي كانتْ تُصالحُ بينَ المتَخاصمينَ من الأطفالِ بالحلْوَى فَالمغلوب تضعُه في حجْرها، وتربّتُ عليه وتُقبّلُه وتقدّمُ قِطعةَ حلوى فينداعُ الطّفلَ ويسكتُ، بل ويفتخِرُ على بقيّةِ الأطفال بتلكَ القِطعة من الحلوَى..وفي زمنِنا هذا للعرب مواقفُ شبيهةٌ بما قلتُ إلاّ أنّهُ مع كِبار السّنّ
إنّ من قام بدَور الجدّة شخصٌ ليس عربيًّا ولكنَّ الحِكاية مع العرب شخصٌ عرفَ كيفَ يستعملُ العصا ومتَى، وكيف يلوّح بالجزْرةِ ومَتَى وذلك في حِيلٍ شَيْطانيّةٍ خبيثةٍ ولا خُبْثَ الثّعالبِ والذّئاب، لَقد نجحَ في السّابق، ولكنّه في المرّة الأخيرةِ رسَب، وسوفَ يبقى راسبًا في القاع إذا بقِيَ الرّجالُ حَريصِينَ على شهامتِهِمْ مَوفِينَ بعُهودِهمْ.
لاَشكّ أنّكمْ عرفتم الشّخصَ : انّه طرمْب رئيس الولايَات المتّحدةِ الأمريكيّةِ وإليكمْ بعضُ حيْلهِ
إنّ حكّام المملكةِ السّعوديّة ينظرونَ الى إيران نظرةَ عداوةٍ متجذّرةٍ نَظرةَ الخائفِ المرتابِ، فمذهبُ السّعوديّة سَنّي وهّابي وَمذهب ايران شيعي اسماعيلي جذوره في اليمن، وقد حَجبتْ هذه الاثارةُ عن الاثنينِ عقيدتَهما الكبرى التي هي الإسْلامُ.
اغْتنمَ طرمب هذهِ الوَضعيّة فأوهمَ السّعوديّينَ أنّ إيران تَستَعدّ لمُهاجَمتهمْ والقضاءِ على نظامهمْ والوصول الى اليَمن فَصدّقوهُ واحْتموا بهِ..ولكنّ الواقعَ غير ذلك فالإيرانيّونَ لا يسْتطيعون الدّخول في حرب سيخسرونَها لا محالةَ، فهم مُحاصرونَ تُحيطُ بهمْ دولُ الخليج، ومياهُ الخليج المكتضّة بقوات أمريكيّة صديقة السُّعوديّينَ.
كَانتْ تصريحاتُ الإيرانيّينَ بأنّهم سوفَ ينْسِفون كلّ مهاجمٍ مِمّا دفَع طرمب لجلب حاملةِ الطّائرات كأنّ الحربَ على الأبواب – ولا حرْب – وقد تسنّى لطرمْب أن يطلبَ من السّعوديّين أجَرَ حمايتهم – دُولارات من المال الذي يَجنونه من النّفط وقد صرّح بذلك بقوله : هل نحرس أمْنَهم من جيوبنَا ومالُهُمْ كثير، عليهم أن يدفعوا مستحقّات الجنودِ بالتّمام والكمال، والبَوارج كلّها والعَاملين بها للنّجاةِ من غيران العدوّ الألدّ حسب رأيهمْ، والثّعبان الأرقطِ والضّلِ الذي تُرافقه المنايا والسّمّ سيّال قتّال بفيه قبلوا الدّفَعَ مَالاً لمْ يَتْعبوا في جمعِهِ.
وفي إحدى قيْلولاته حدّث نفسهُ قائلا، لقد وجدتُ كنْزينِ الأوّل مصاريف الحماية من السّعوديين، والثّاني التّيقّن بأنّ اليهود سيعينُوني بعملِهم للنّجاح في الانتخاباتِ الرّئاسيّة وأحسن هديّة هيَ الجولان من سوريَا، يا طرمب، أنت تعرفُ أن العرب مشتّتين منقسمين لا يمكن لهم أن يفعلوا شيئا سوى الصّراخ والكلام فدعهم يقولوا ما شاؤوا حتّى تنْحَلَّ أشداقهمْ، انّ الجولان تحت سيطرة اليهود ولم يتكلم السّوريون عنها، ولم يدافعوا عنها إلا بالكلام وها قد مضى على امتلاكها نصف قرن – خمسون سنة وهي في حوزتهم – أعجبت الفكرة طرمب فكتب بخط يده عقدا – أعْطى بموجبه أحقيّة ملْكية الجولان لليهود مَسْنْيرًا بإمضائه. وكالعادة تعالتِ الاحتجاجات من كلّ حدب وصوب ثمّ أخذت تخفُت شيئا فشيئا الى أن برزت مُشْكِلةٌ أخرى.
– قذيفة مدفع – قِطعَة حَلوى –
بعْد أن نجح طرمب في خطّتيهِ فكّر في الثّالثة، والحبل يُفْتَل على 3 أجزاء، المدفع جاهز الآن للإطلاق القنبلة صفقة القرن –
يا طرمب : قل للفلسطينيين هذه هديتي إليكم وقدْ سَمَّيْتُها – صفقة القرن، وإليكم أيّها القراء خريطة هَذه الصفقة فالأمكنة الداكنة هي المساحةُ التي ستُخَصّص للسّكَّان الأصْليين والبقيّةُ لليهود –
وَاصل طرمب حديثَه ُ : أَلم يمرَّ عليكم سبعونَ سنةً تدافعون عن فلسطين، وهاهي اليوم تحت أيدي اليهود، ومساحة فلسطين 27 ألف كم2 أكثر من النّصف تَحت حكمِ الاسرائيليينَ وجزء بسيط هيمن عليه اليهود وَسوف يكملون البقيّة ان لم تقبلوا صفقة القرن عند ذَلك تخسرون الكلّ ويخرجونَكم منها فمن سيقبُلمن، فخمسة آلاف كم2 وأنتم مطمئنُّون خيرٌ من أن تبقوا تحت الاحتلال.
وَمَع هذا فلكم 50 مليار دولار من دول الخليج –
اسْمعوا : هذه دولة ليخْتنْتشاين في أوربا مساحتها 160 كم2، ولها صيت في أوروبا، بل هذه دولة ليكْسنْبور مساحتها 2586 كم2 وهي دولة يُقْرأ لها حِسابٌ فهي في مجموعة دول البِينِيلكْس، ولها سمعة طيّبة ومكانة بين الدّول، فلا تستقلّوا 5 آلاف كم2 فالدّولة برجالها. أنَا الضّامن لكم وأنتم تعلمون أنّ الكبار يحتمون بنا فبمن تحتمون؟
أَجاب طرمب رئيس الفلسطينيين محمود عباس بقوله : هَذه ليست صفقة القرن بل صفعة القرن هذه مرفوضة وَتعالت الأصوات وكثير من أماكن تندّدُ بهذه الصّفقة وتَرفُضَها من بيْنِها جامعة الدُّول العربيّة.
والجَديرُ بالذّكر أنّ رئيسَ جمهوريَّتنَا قَيس سعيّد كان سباقا للتنديد بكل من يريد التطبيع مع اليهود وخاصة العرب فأعلن على رؤوس الملإ أن الاعترافَ باليهود المحتلّين لفلسطين خِيانَةٌ عظمى، وقَد كانَ لهذا الاعلانِ وقْعُهُ في العالمِ.
وقد اسْتدْعى رئيس جمهوريتِنا الرّئيس الفلسطيني محمود عبّاس بتونس آية مؤازرةِ ومساندة لهمْ. قِفْ – نَخَاف منَ الغَدْر –