صفاقس و إتحاد الكتاب التونسيين بقلم رضا القلال
انعقد المؤتمر الحادي والعشرين، وليس الواحد والعشرون كما جاء في كل وثائق المؤتمر ولافتاته ؟ وانتظم تحت شعار (من أجل تكريس السلطة الثقافية وإعلان شأن الكتاب) دون التداول كثيرا في حيثيات هذه المقاربة والبحث فيها، بغرض تكريس هذه السلطة الثقافية التي تم توصيفها بالخامسة في لافتة اخرى.
تضمّنت “محفظة” المؤتمر التي وزّعت على المشاركين مع “البادج”، القانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد، والتقرير الادبي أي نشاط الاتحاد في الدورة النيابية العشرين (جانفي2018/مارس2022) والذي تزامن من جائحة كورونا وهذا أثر بلا شك على الفعل الثقافي للإتحاد . لفت انتباهي المستوى الخارجي الذي أخذ بريقا في هذه الفترة بالانضمام إلى المنتدى العالمي للمؤلفين ومقرّه لندن، والمشاركة في اجتماعات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والمساهمة في تأسيس اتحاد الحزام للأدب ومقرّه الصين، والمشاركة عن بعد في مؤتمر اتحاد الكتاب الصينيين. كما أصدر الاتحاد في ذات الفترة 13 بيانا، وبيانين مشتركين، وبعث برسالتين،وتلقى رسالة أخرى من الكاتب المغربي (العربي) الطاهر بن جلون.
-II- وقد وزّع الاتحاد على المشاركين كتابا موسوما (تراجم الكتاب التونسيين-أعضاء الاتحاد من التأسيس إلى المؤتمر الحادي والعشرين). وقد اشتمل سجل الأعضاء(1971-2022) على 1201 أولهم الشادلي القليبي (أحد مؤسسي الاتحاد) انخرط سنة 1971 مع 46 آخرين. في حين انخرط 14 عضوا سنة 2022.
ترأس أول هيئة لاتحاد الكتاب محمد مزالي سنة 1971 ومن أعضائها مصطفى الفارسي (صفاقس -أمين عام) وفي سنة 1983 انضم عبد السلامالمسدي(صفاقس-أمين عام مساعد) وفي الهيئة 13 سنة 1993 نجد محمود طرشزنة (قرقنة- العلاقات العامة). وفي سنة 2005(الهيئة16) انضم خالد الغريبي(صفاقس- مكلف بالندوات والدراسات). وتحمّل هذه المسؤولية الغربي المسلمي (العامرة-مكلف بالندوات والدراسات) في الهيئة 18 للاتحاد سنة 2011. التحق نور الدين بوجلبان بالاتحاد في الهيئة 19 المنتخبة سنة 2014 مكلفا بالندوات والدراسات. وفي 2017 نجد الهادي القمري (قرقنة-مساعد رئيس) ونور الدين بوجلبان مكلف بالندوات والدراسات. وفي الدورة الأخيرة (21) تم انتخاب 3 أعضاء لأول مرّة مترشّحين عن فرع صفاقس خالد الغريبي وفريد العليبي(يعمل بصفاقس وأصله من سيدي بوزيد) ونجاة دهان(تعمل بصفاقس وأصلها من قبلي).ويراس اتحاد الكتاب التونسيين الجديد العادل خضر كاتب عام الهيئة السابقة (زوج ألفة يوسف) وهو ينضم الى قائمة الرؤساء السابقين محمد مزالي (5دورات متتالية) محمد العروسي المطوي(5دورات) الميداني بن صالح(5 دورات) صلاح الدين بوجاه (دورة واحدة) جميلة الماجري(دورة واحدة) محمد البدوي (دورة واحدة) صلاح الدين الحمادي(دورتان).
الملاحظات التي يمكن أن نسوقها من الداخل والتي تداولها المؤتمرون في جلساتهم الجانبية:
• ضرورة رفع سقف الانتماء لاتحاد الكتاب التونسيين، ووضع شروط واضحة وموضوعية للالتحاق بهذا الصرح الثقافي الإبداعي. وربما لهذا السبب هناك من يرفض الانضمام إلى الاتحاد.
• مواقف يعض المترشحين عند الإعلان عن النتائج النهائية أثار شجون البعض من المشاركين، الأمر الذي أساء المؤتمر في جزء من بهائه، حيث جعلتنا لغتهم وسلوكياتهم أمام لقطات تشبه مشاهد الملاعب.
• تنظيم المؤتمر تحت شعار (من أجل تكريس السلطة الثقافية وإعلان شأن الكتاب) دون التداول كثيرا في حيثيات هذه المقاربة والبحث فيها بغرض تكريس هذه السلطة الثقافية التي تم توصيفها أيضا بالسلطة الخامسة. وكان يمكن أن يجرى حوار فكري رصين حول هذا الموضوع.
• ضعف مشاركة الجهات في فعاليات الاتحاد في الداخل والخارج.
• غياب الكتاب ومشاغله، وعدم عرض تجربة الاتحاد الناجحة في نشر الكتاب، إلى جانب قضايا الكتاب الالكتروني، والمشاغل الفكرية والابداعية العامة….
والمحصّلة أنها رحلة وحقيبة سفر، واكتشاف مؤتمر دافئ وهادئ كما تقارن ذاكرة المؤتمرين السابقين، ومؤتمر مليء بالدهشة بشقيها الإيجابي والسلبي. مع كلمة شكر للهيئة المتخلية وإدارة الاتحاد على رحابة الصدر وحسن القبول والضيافة.