صفاقس / تراث : مرور سنة على سقوط صومعة بن رمضان
مرور سنة على سقوط صومعة بن رمضان
بإمكان البلديّة توفير مئات الملايين لانجاز نافورة كارثية
وغير قادرة على توفير بضع آلاف لإصلاح هذه الصومعة التاريخية .
في مثل هذا الفترة من السنة الفارطة وعلى اثر الأمطار الغزيرة استفاق سكّان مدينة صفاقس على وقع سقوط إحدى صومعات قصر بن رمضان بقلب مدينة صفاقس .
هذا القصر الذي وقع بناؤه بين سنة 1909 و1913 وأبدع في تصميمه المهندس المعماري ( L.Queyrel) واستمدّ شكله من بناية قصر البلدية ليضيف رونقا معماريا فريدا انصهر في محيط وسط المدينة مع بناية المسرح القديم المذهلة .
ورغم تصنيف هذا القصر في المعالم المحمية لدى المهد الوطني لحماية التراث ولدى بلدية صفاقس فقد بقي الوضع على حاله رغم قيام البلدية بعقد جلسات من أجل الضغط على مالكي العمارة قصد القيام بأعمال الصيانة أو التدخّل للقيام بهذه الأعمال وإجبارهم على دفع جميع التكاليف .
في مدينة غياب كلّي للجمعيات والمجتمع المدني من أجل المحافظة على تاريخ ومميّزات هذه المدينة فبعد مدرسة الرحبة بالمدينة العتيقة التي انهارت كلّيا وبعد انهيار دار الجلولي وفي ظلّ تباطؤ السلط في انقاذ ما تبقّى من هذه المعالم على غرار بناية صفاقس قفصة فإننا اليوم جميعا شركاء في هذه الجريمة وفي حقّ تاريخ مدينة صفاقس المتنوّع بثرائه .
والغريب أنّه منذ ثلاث أو أربع سنوات قامت البلدية بإعادة انجاز نافورة مياه في وسط المدينة اعتبرها العديد كارثة وغير متناسقة مع شكل المعمار المحيط بها بالرغم من أنّنا نادينا بإعادتها على شكلها القديم هذه النافورة تكاليفها فاقت 300 ألف دينار إضافة لتكاليف المدفع بساحة باب الديوان حيث وقع ارتجالا تنصيبه بتلك الساحة الصغرى . في حين كان عليهم وضعه بمكانه الطبيعي على غرار أسوار القصبة فكيف لا تقدر البلدية على إعادة انجاز هذه الصومعة ثمّ تقوم بمتابع مالكي البناية ..
مرور سنة يبرز جيّدا أنّ كلّ أعضاء البلديّة متورّطون في حقّ هذه المدينة ما لم يعجّلوا بانقاذ هذا المكان وبقيّة البنايات التاريخية .
لقد وقع طلاء قصر البلدية مؤخّرا ولقد قام رئيس البلدية بإعادة تجهيز مكتبه ليكون أرقى من مكاتب الحكومة بالقصبة والرئاسة بقرطاج فكيف يبدو له شكل البلدية وعنصر الجمال المميّز لبناية بن رمضان منهارا ؟؟؟؟