شروبو و روزاطة العيد
اشتهرت في صفاقس أسماء في صناعة (الشروبو)، و(الشروبو)كان الإقبال عليه في عيد الفطر ،وهو يستخرج من اللوز الحلو والمرّ وهذا يسمى (روزاطة) والمشروبات الأخرى هي ،شروبو الورد ،وشروبو النعناع وشروبو البنفسج ،وشروبو الموز،وشروبو الفستق وغيرها ..
ومن أبرز وأمهر حرفي هذه الصناعة بصفاقس نجد منهم عائلة المزيو ومن بينهم حسب الصورة المرافقة نجد الحاج محمّد بن أحمد المزيو الذي ولد سنة 1858 و توفي سنة 1949 بصفاقس، و كان مسكنه في برج المزيو في ساقية الزيت. بوه احمد كان قاضي معروف.
اللي ما يعرفوهش برشة ناس، هو انو بعد ما حفظ القرآن الكريم.. التحق بجامع الزيتونة في تونس و تخرج منها حاصلا على شهادة. و بعدها بدا مسيرة ادبية في القاء الشعر. كان ينظم امسيات شعرية في منزله، و يشارك في اخرى في عدة اماكن. نشرت عدة قصائد في مجلة مكارم الاخلاق التونسية. يقولو اللي عندو ديوان شعر فُقد في فياضانات 1981.
و يقولو اللي شعرو كان اكثره عن الارشاد الديني، و التهاني، ومدح السادة العلماء و اعلام عصره في تونس و خارجها، و فيها نزعة وطنية واضحة.
و في نفس الوقت اشتغل الشيخ محمد في مصنع العائلة في صناعة العطور و تقطير الزهور و المشروبات كالروزاطة و الورد و النعناع.. و كذلك صناعة الحلقوم و الند و البخور و الصابون. و يقولو الي هو صاحب اول مصنع المشروبات الغازية بصفاقس. و تحصل على ميدالية ذهبية في معرض في مرسيليا عام 1904.
ابنه عبد الحميد المزيو الله يرحمو هو اللي عمل الماركة التاريخية اللي الى اليوم مازلت تنتج (باشراف ابنته اميرة ) و محافظة على نفس التقنيات و الوصفات و الات الصناعة. فضلا على ابناء إخوته اللي صنعو ماركات كبيرة زادة على غرار اسم حازم.
المصنع القديم ملتصق بالبرج العربي اللي كان ساكن فيه. موجودة الى اليوم. عدد الناس اللي كانت تخدم فيه كبير اكثرهم من ابناء الجيران في ساقية الزيت.
البرج اللي اصبح اليوم دار المحامي بصفاقس مفتوح للزيارة و ينجم اي واحد يزورو و يشوف عظمة المكان. و نشكرو المحاميين اللي عملو فيه احسن تزويق و ترميم و اصبح تحفة معمارية.
كان الجنان اللي داير بالبرج يمتد على عشرات المراجع فيه مختلف الوان و اشكال الورد و الزهور و النباتات المعطرة اللي يستعملوها للتقطير و الاشجار المثمرة. و في وسطها نافورة كبيرة تزين المكان الكل.
منقول عن حسام بودية