حتى تعرفوا ما وصلت إليه “مافيا الصحة” في هذا البلد . .
هذه تجربة مرة لصديق مع إحدى المصحات انقلها للأصدقاء حتى تعرفوا ما وصلت إليه “مافيا الصحة” في هذا البلد . ..
“اقتنعت فيما بلغت من عمر أن أحسن دعاء لأي شخص هو
“الله لا يمرّضِك”
وأن ثاني أحسن دعاء هو
“الله لا يدخلك لكلينيك”.
يوم الثلاثاء الماضي كنت في الطريق السريعة x في اتجاه اريانة، اقود سيارتي بسرعة عادية وفجأة، وعندما كنت في مستوى المركب الجامعي، أصبحت أرى سوادا وشعرت بأنني بصدد الهبوط والصعود والميلان الى اليمين والى اليسار والى الأمام والخلف في نفس الوقت مع اوجاع شديدة جدا بالرأس وكأن الجمجمة أصابها إنفجار أو هوى عليها وزن ثقيل.
كدت افقد الوعي وتصورت نفسي اصدم السيارات والسيارات تصدمني. لا ادري كيف انحزت الى اليمين وعندما سمعت صوت الحصى تحت عجلات السيارة ايقنت انني توقفت على الحاشية الترابية. بدأت النزول إلى القبر من شدة الالم و مسكت هاتفي قصد الاتصال بصديق عزيز يدرس بكلية الحقوق- هو الاقرب من مكان توقفي.
مصحة خاصة على بعد امتار مني، لكني لا استطيع الوقوف او المشي و تحاملت على نفسي لكي لا افقد الوعي.
حل صديقي واخذني الى المصحة الخاصة ودخلت معنا زوجتي.
ادخلوني بمفردي الي غرفة واحاط بي فريق بدا لي من اضطرابهم أن عنايتهم بي جدية. كنت واعيا ولكني ناقص الادراك وبدأت اوجاع رأسي تتقلص لكنها بقيت شديدة.
سألت الموجودين عن حالي فاجابوني أن الطبيبة خرجت لتخبر زوجتي بكل شيء.
كنت استمع اليهم يقولون إن تخطيط القلب سليم وان ضغط الدم مرتفع وان تنفسي عادي. استمعت ايضا الى إحداهن تقول اخرجوا الى زوجته واطلبوا منها تسجيله ووضع شيك ضمان.
دخلت الطبيبة وادخلت عودا في انفي وقالت لي انها اخذت عينة لتحليل الكورونة وهو امر برتوكولي عادي لكل مريض يقع استقباله بالمصحة، حسب نفس قولها.
كانت الاوجاع في راسي تنخفض وازداد وعيي وتركيزي نسبيا.
في الاثناء، تخرج الطبيبة وتعلم زوجتي ان حالتي حرجة وخطيرة.
بعد حوالي الساعة وقع انزالي الي طابق سفلي لاجراء فحص بالرنين المغناطيسي على المخ. اجروا الفحص واخبرني التقني ان كل عروق مخي سليمة.
طبيب اخر يتصل بزوجتي واصدقائي وافراد عائلتي الذين حلوا بالمصحة ليخبرهم مرة اخرى ان وضعي خطير وانه لا بد من اجراء فحوصات معمقة وربما يتولون احضار طبيب مختص في امراض الأنف والحنجرة ان رغبت زوجتي في ذلك.
جاءت ممرضتان وتوليتا “سياقة” الفراش وعند الخروج من المصعد قرات “وحدة العناية المركزة للقلب”. سالت: لماذا ستتدخلاني هنا وفحص قلبي ومخي سليمان؟ اجابتني واحدة منهما: ” احمد ربي ماكش في réanimation وسيقع اجراء فحص آخر بعد حين وسوف تقضي الليلة تحت المراقبة الطبية”.
ادخلتاني غرفة وطلبت مني احداهما غلق هاتفي لأن ذبذباته لا تتماشى مع ذبذبات الالات التي ربطاها بي: الة لقيس الدم وخيوط للقلب.
طلبت مني ان اتصل بزوجتي مرة واحدة وساتولى إغلاق هاتفي.
بعثت ارسالية اعلمت زوجتي فيها بنتيجة الفحص المغناطيسي على المخ وما يعتزمون القيام به.
كانت زوجتي واصدقائي وعائلتي مرفوقين بطبيبين وباتصال بابني المختص في طب الانعاش والتخدير بمستشفى سهلول.
اتضح لهم أن ما كانت المصحة تنوي القيام به هو تصوير بالأشعة للرئتين للبحث عند الاقتضاء عن اثر الكورونة.
الكورونة؟ اخذوا من الصباح عينة للبحث عن الكورونة ويريدون القيام بفحص اخر لنفس الغرض تماما.
ايقنت عائلتي انني اصبحت محتجزا لمزيد الفوترة والابتزاز وقرروا ان اغادر المصحة وغادرت فعلا حوالي الساعة السادسة والنصف مساء.
خرجت وانا واع وامشي على رجلي واتحدث وارى واميز.
غادرت بعدما بقيت في الانتظار في نفس الغرفة، وانا عالم بانني ساغادر، واتوا لي بطبق العشاء وهم يعلمون انني لن اتناوله. لكنهم اتوا به لغاية الفوترة. وضعوا ميزان حرراة وعلبة lingettes طلبت مني احدى الممرضات اخذهن لانهما وضعا في الفاتورة.
طبيب الانعاش غضب من قرار خروجي الصادر عن عائلتي مصرحا انه ضد الخروج وانهم يتحملون مسؤولية تعكر حالتي. اتفهم وضعه. هو مسكين لان ادارته سوف تلومه على عدم التمكن من الحصول على اكثر اموال.
غادرت ولم يسمع او يعرف احد منا ماذا حصل لي وما هو سببه وما هي طريقة العلاج ولم اتسلم ولو وصفة واحدة لدواء مهما كان نوعه.
الفاتورة: 1941 دينار وبعض المليمات منها 100 دينار اجرة اخذ العينة من الانف ومنها 17 دينار lingettes علاوة على ثمن اكثر من ثلاثين قفازا طبيا لم ار من استعملها وثلاثة بدلات للعناية المركزة لم ارتد منها الا نصفا وكان ممزقا.
كم احترم الاطباء وكم احترم كل شخص يعمل ويسعى الى رزقه.
لكنني اكره من يتحول الى ضبع لا يفكر ولا يتصرف الا لغاية النهش واشباع نهمه.
فقط لاعلام اصدقائي. تحليل الكورونة سلبي والحمد لله.
ومنذ اليوم الموالي اجريت عديد العيادات والفحوصات والتحاليل الدقيقة والمعمقة لدى اطباء خواص وفي مراكز خاصة مختصة وسوف اجري اخرى يوم الاثنين وبدأت أعرف ما حصل لي وسببه ولم انفق نصف ما دفعته الى المصحة الخاصة في ست ساعات دون جدية او جدوى او ضمير او حتى مهنية.
يمكن أن تكون طبيبا او اطارا شبه طبي. عليك أن تبقى انسانا قبل شيء.
يمكنك أن تكون طبيبا كما يمكنك ان تكون طبيبا وبداخلك كناتري. انت عندها كناتري.
نعم. فقدتم ضحاياكم من المرضى الليبيين والجزائريين والافارقة وغيرهم لكنكم لم تفقدوا صفاتكم ومشروعكم وليس ذلك سببا لتعويض ما فات من عند كل من هب ودب.
أما عن المال. انا دفعت ما تضمنته فاتورتكم. عديدون يقصدونكم وليس لديهم مال وانتم ملاذهم في صحتهم، اعز ما يملكون. لا تروا فيهم فريسة فربكم رزاق من حيث تعلمون ومن حيث لا تعلمون.
الله لا يمرضكم وحتى كان تمرضوا الله لا يدخلكم لكلينيك..
منقول عن :
الاستاذ نعمان مزيد