تونس وأمريكــــــا
تونس اختارت وهي تحت الحماية أن تلعب حول طاولة السياسة العالمية الدولية ورقة أمريكا
تونس اختارت بورڤيبة وهو اختار أن يلعب باسم تونس ويقامر بورقة أمريكا
في الحرب العالمية الثانية كان بورڤيبة والبعض من رفاقه في سجن من سجون الدولة الفرنسية، وشاءت رياح الحرب أن يتحوّل هذا السجن الى دول المحور، الى ألمانيا وإيطاليا، فتمتدّ يد الألمان الى السجن وتفتح أبوابه وتطلق سراح بورڤيبة ورفاقه…لكن بورڤيبة لم يلعب بورقة المحور، ولم يرض أن يكون هو وحزبه من أنصار الألمان في الحرب العالمية الثانية والجيش الألماني يحتل تونس… بورڤيبة وجه رسائله الى أنصاره في حزبه يدعوهم الى أن يكونوا مع فريق الحلفاء المؤلف من بريطانيا وفرنسا وأمريكا، فقد رأى رياح النصر ستتحول نحو الحلفاء وان كانت موجهة نحو المحور…رأى بورڤيبة أن الخطة الحربية التي وضعت قيادتها بيد الجنرال الأمريكي أيزنهاور…سوف تحقق النصر.
من هو أيزنهاور ؟
هو قائد حربي، وهو الذي قاد المعركة الكبرى ضدّ رومل لاحتلال خط مارث بتونس…وحقق النّصر…ويقال : إن أيزنهاور وضع رجليه في
مارث بولاية قابس…فهل يعود لتونس ؟
أيزنهاور الذي انتصر في الحرب العالمية الثانية خلع لباس الجيش ولبس لباس المواطن المدني وترشح لرئاسة الجمهورية الأمريكية فنجح، وتولّى الرئاسة مرّة ثانية…وحقق صفحات النصر في كوريا وغيرها.
هذا أيزنهاور مدّ بورڤيبة يده لصداقته فدعاه لزيارة تونس…ولمّا خرج أيزنهاور في رحلة سياسية عبر البحر ألحّ عليه بورڤيبة إلحاحا شديدا بقبول الدعوة فقبل، وقضى في تونس سويعات قوبل فيها عبر الشوارع باستقبال شعبي لا ينساه التاريخ الذي يقول : تونس تلعب ورقة أمريكا…
تونس وجون كينيدي…
هذا كينيدي من العائلات الأمريكية الغنيّة، ترشح في أوائل الستينات لرئاسة أمريكا فنجح وفاز…وأحبته القلوب، وعشقته العيون والنفوس فقد كان جميلا في قدّه وخدّه وشعره…دعا الرئيس بورڤيبة لزيارة أمريكا فزارها مصحوبا بزوجته الأولى فريدة…ومن طرائف ما يذكر حول هذه الزيارة أن بورڤيبة لما خرج مع الرئيس كينيدي للصحفيين ووقفا تفطّن بورڤيبة إلى أن كينيدي أطول منه فتأخر وصعد درجة ليخفي قِـصَرَهُ، وفهم كينيدي فتبسّم…وفي جلسة سأل كينيدي بورڤيبة…ماذا تطلب ؟ لم يطلب سلاحًا ولكنه طلب للشعب طعاما…ومن ينسى أكياس الدقيق والحليب من أمريكا…؟
واليوم : هل ستبقى تونس مع أمريكا وهي تتكرّم بفلسطين وشعوب عربية على الدولة الصهيونية ؟ الجواب ننتظره من بايدن…وأعطني عقلك
قالوا : من رغيفه في يد غيره يموت جائعا.