بلديات صفاقس وتدمير الحياة اليومية للمتساكنين
صفاقس كانت مدينة يشتهيها كل الناس ….لزيارتها والتجارة منها والعيش فيها والدراسة بها … كانت في أدبيات الرحلة منذ بداية القرن العشرين من اجمل المدن ومن أنظفها من مرسيليا الى الإسكندرية. و بها معالم رائعة واستثنائية مثل الجامع الكبير والسور وقصر البلدية ابهى قصور بلديات تونس وأروع مسرح بالبلاد التونسية هدم في الحرب العالمية الثانية،…. كانت صفاقس تمنح إحساسا من الذكريات الجميلة على الدوام…
ماذا يحصل الان؟ المجالس البلدية المنتخبة في السنوات الماضية بعناصرها” الموهوبة والفذة” التي وعدتنا ” بالمدينة الفاضلة للفارابي وجنة ابي العلاء المعري”، فتحت علينا “جحيم دانتي” . ولهذا تلاحظ اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس العائلية مشاعر السخط والقلق والالم لما يحدث في صفاقس من “جرائم” على مستوى النظافة والبيئة، وحركة المرور، و”استهتار” على مستوى انقطاعات الماء والحيوانات السائبة ….
ما هذه المجالس البلدية التي تقطعت اوصالها الحزبية اكثر من مرة؟ وما هي هذه “الأدوار العبقرية” التي تنفذها على المتساكنين؟ في جودة الحياة والثقافة والفن والتواصل والنظام والتخطيط المديني والتراث والخدمات والترفيه والحدائق….انها بلديات “جاهلة” ليست لديها أي حجج للدفاع عن نفسها أمس واليوم وغدا، فقد دمرت الحياة اليومية للمتساكنين، وغيّبت عنهم “نوستالجيا” المدينة وعالمها المدهش.
لقد اصبحت صفاقس اليوم في ظل هذه البلديات “المتحزبة” كابوسا ومطبخا للجحيم ( مثال فداحة النفايات الطبية ، وهواجس اللحوم الفاسدة…). هذه البلديات وضعت مدينتنا في مأزق يقينا وحقيقة، تسلقت السلم الحزبي دون كفاءة وتجربة وخبرة، وأطاحت بتقاليد مدينة صفاقس وخصوصياتها ووضعها الاقتصادي والاجتماعي. بلديات صفاقس أصبحت في معجم المدن عاجزة عن أداء مهماتها وأدوارها والأعمال المطلوبة منها، وعدم رفع الفضلات لعشر أيام كاملة اكبر دليل على ذلك !!!