العاصمة غير العاصمة
من مدة طويلة لم ازر العاصمة تونس..بل ان عدد زياراتي لها تعد على الاصابع خلال العشرية الأخيرة..فلم اعد بصراحة متحمسا لزيارة العاصمة لعدة أسباب.. رغم انني كنت ازورها على الاقل مرتين في الشهر..أما اليوم فقد اصبحت اشعر ان لاشي يرغبني في تحمل اعباتء السفر وقطع المسافة الفاصلة بين المدينة التي اقطن فيها وتونس.. واكثر من مرة اعتذرت عن حضور ندوات وتلبية دعوات اصدقاء اعزاء فحتى صحتي لم تعد تساعدني على تحمل اعباء السفر..
فلدي شعور غريب بان العاصمة لم تعد العاصمة التي احبها..الأصدقاء الذين كنت اذهب للقائهم في المقاهي التي اعتادوا الجلوس فيها بعضهم التحق بالرفيق الاعلى وغادر هذه الدنيا وبعضهم اصبح قليل النزول الى العاصمة مثلي وآخرون خيروا عدم مغادرة منازلهم واختاروا تمضية اوقاتهم في مقاه قريبة من محل سكناهم.. شارع الحبيب بورقيبة لم يعد عامرا بالحركة كما كنت أعرفه. نهج مرسيليا لم يعد كما كان كالنهر المتدفق يدفع بآلاف المارة من النساء والرجال اما يتاملون معروضات المغازات او يعبرون نحو شارع الحبيب بورقيبة او يأخذون أماكنهم في المقاهي القريبة مثل مقهى الروتاند او مقهى باريس او مقهى الانترناشيونال..
مجلس الاديب الكبير ابوزيان السعدي لم يعد له وجود بغياب صاحبه الذي كان يجمع حوله الادباء والمثقفين والكتاب مثل المنصف قوجة وجعفر ماجد الهاشمي الطرودي.. وغيرهم ممن اتخذوا لهم مكانا في مجلس ابي زيان..
العاصمة فقدت اشياء كثيرة كانت ترغبني في زيارتها…..