الدولة لا تريد تنمية في صفاقس هذا واقع .. “مشروع تبرورة نموذجا”
باش نحاول نفسر “بالفلاقي” كيف يتظاهر المركز بأنه بصدد البحث عن حلول لكنه في حقيقة الأمر يسعى لقبر المشاريع الكبرى الواحد تلو الآخر و ب”صنعة” كبيرة بطلها كالعادة الإدارة العميقة و من وراءها اللوبيات…
طبعا المهتمين بالشأن الجهوي في صفاقس تابعوا كما تابعنا التحركات المحمومة التي قامت بها الدولة في السنوات الأخيرة في إتجاه البحث عن مستثمر أو مستثمرين قادرين على الإستثمار في منطقة تبرورة (مساحة 1 و نصف أو أكثر مساحة باب بحر و البلاد العربي مجتمعان) و كل مرة نسمع “بشرى لأهل صفاقس” فلتان بن فولان آل فولان… تاناكوهاما مستثمر صيني كبير… جون دار شكون من أوروبا مهتم بالمشروع.. و بعد مدة ينقطع الإرسال… حتى أن الرأي العام لم يعد يصدق أي خبر من هذا النوع و أصبح يدرك تماما أن مثل هذه الأخبار ماهي إلا كبسولات آسبرين يقدمها المركز للرأي العام من حين لآخر كمسكنات…
المهم علاش كل هذا كذب؟
لأنه لا يوجد مستثمر على وجه هذا الكوكب “مجنون” أو “غبي” ليستثمر في مشاريع يعلم أنها خاسرة منذ البداية و هذا ما تعلمه الدولة تماما لكنها مضطرة للتضحية ببعض الآلاف من الدنانير من حين لآخر في بعض المؤتمرات و الجلسات و المفاوضات لتوهم الرأي العام في صفاقس أنها بصدد البحث عن حلول و لكن هذا لا يعدو أن يكون سوى” شو سياسي ” للإستهلاك الداخلي” و في النهاية الله غالب… لا يوجد مستثمر..
كيف تفكر الدولة في المشاريع التي لا تريد لها أن ترى النور؟
ساهلة… تفكر بعقلية مستثمر أو” ملاك” الذي يبحث عن” المردودية الإقتصادية” و تستقيل من دورها كدولة تفكر بعقل إقتصادي همه الأساسي تنشيط الإقتصاد الكلي أو الشامل (Macro économie) و خلق التنمية.
في مشروع تبرورة مثلا الدولة تعرض الأرض للبيع بسعر السوق و ترفض أن تهيّء الأرض ( لا طرقات لا شبكات إنارة لا شبكات صرف صحي… و لا شي َ و لا شي) و على الشركات الراغبة في الإستثمار أن تقوم بتهيئة المنطقة بدلا عن الدولة… بعملية حسابية بسيطة…. للراغبين في الإستثمار في تبرورة عليهم أن ينفقوا على الأرض قبل البناء حوالي 5000 د في المتر الواحد.. بعد البناء قد تصل كلفة المتر الواحد ل 9 و 10 آلاف دينار…. يعني إذا كان هامش ربح المستثمر 20 في المئة فقط فعليه أن يبيع المتر الواحد ب 12000 د… يعني حتى و لو وجدنا المستثمر فولان بن فلتان آل جحشان فلن يجد هو أبدا الشاري سكيم آل بوهالي….
أما مادامت الدولة عندها تقريبا 50 سنة و هي تحكي في نفس القصة و تعاود في نفس السيناريو بنفس الإخراج الرديء و الشارع الصفاقسي مصدق… فلابد أن لا يفقد المستثمر الأمل في العثور على سكيم آل بوهالي فهو يعيش بيننا أكيد….
إن شاء الله ما تتعداليش هضم جانب لوبي