التعاون بين الدّول والتنمية الشاملة
ان الالتزام بدعم التعاون الدولي أمر أقرته تونس منذ الاستقلال بحرصها الدائم على تطوير العلاقات الدبلوماسية والتواصل الاقتصادي والثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة التزاما بروح ميثاق الأمم المتحدة وقد تدعم هذا التمشي بمرور الأوضاع الدولية بتغيرات متواصلة وعميقة وبتطورات تهم التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية وفي عصر ارتفعت فيه وتيرة تحديث العلوم والتكنولوجيا وتتسارعت فيه خطوات تقدم المجتمع البشري، بالتوازي مع ظهور الأوضاع الجديدة والتناقضات غير المسبوقة بين حين وآخر
لقد أقنعت الجهود المبذولة والتجارب السابقة المجتمع الدولي إقناعا عميقا بضرورة الانطلاق من مطالب التطور العصري والتقدم البشري لتدعيم التعاون الذي يمثل الطريق المؤدي إلى السلام والتنمية والوسيلة الفعالة لتوسيع القواسم المشتركة لمصالح دول العالم بما يحقق المنافع المتبادلة والمكاسب للجميع.
ان التعاون مطلوب كذلك لصيانة الأمن المشترك خيث تتزايد التهديدات الأمنية غير التقليدية بل تتشابك مع التهديدات الأمنية التقليدية. ويبرز طابع التعددية بين الأجناس والترابط البيني ومفاجأة الحدوث للقضايا الأمنية بكل أنواعها. ويرتبط الأمن بدولة من الدول بالأمن العالمي بصورة وثيقة فلا يمكن إيجاد حلول فعالة للقضايا الأمنية التي تواجه كل الدول إلا من خلال التعاون فيما بينها.
لقد أصبح التعاون المتعدد المجالات المستويات والقنوات في المجتمع الدولي خيارا واقعيا لدى جل الدول. و بات سعي شعوب العالم الى التنمية المشتركة والتعاون تيارا لهذا العصر.