الإعلام و تبرير الأخطاء
سمعت في إحدى البرامج لإحدى الإذاعات الخاصة في تونس إعلامي و صحفي و هو كذلك مشرف على البرنامج يقول أن النظافة و يقصد نظافة إيدي المسؤولين على دواليب الدولة بصفة عامة لا تبنى الدولة في تونس أو خارجها في إشارة إلى الوضع القائم في تونس و تذكرت حالا،
ما جاء في خطاب الرئيس البرازيلي أغناسيو دسلفا لولا العائد إلى رئاسة البرازيل بعد فوزه في الإنتخابات الأخيرة عندما قال في خطاب الجماهيري بعد فوزه: (أرسل لي أحدهم بحذاء بعد فوزني ليذكرني بأنني كنت فقيرا و ماسح أحذية في صباي ،أقول أنه شرف لبلدنا أن يصل إلى الرئاسة رئيس من أبناء الفقراء و أن لا يتبوء سدة الرئاسة من يسرق أموال الشعب.).
و إذن لا بد من الإحتياط من هذه الخطابات الإعلامية المسمومة التي تشرع للفساد و تبرره بطرق خبيثة،نحن نقر هنا بأن نظافة أيدى المسؤولين مبدئية و غير قابلة لنقاش و هي يجب أن تكون العمود الفقري في أداء و سياسة و مسيرة كل مسؤول إلي جانب حسن التخطيط و الإستجابة إلى إحتياجات و طلبات الشعب و التصرف الحكيم في المال العام و مقدرات الدولة.
إن من المفترض على الإعلام السمعي و البصري و المكتوب أن يلعب دوره المناط بعهدته في كشف مكامن الفساد في كل مجال من المجالات و التحريض على مقاومته و ضرب جذوره و مصادره لأن التاريخ خير دليل و أكبر مرشد للأنام حين سجل و يسجل لنا دوما أن الدول لا ترتقي إلا بالضرب بيد من حديد على أيدى الفاسدين و ناهبي المال العام و تكريس الشفافية في كنف الديمقراطية الحقيقية و ضمان الحريات الفردية و العامة و الإعلام النزيه و الخالي من الشوائب و طروح التبرير المقيطة.
كل المجتمعات العربية و الكثير من بلدان العالم الثالث تعيش تحت أنظمة كمبرادورية تحمي مصالح رأس المال الفاسد و المستكرشين على حساب أبناء الشعب.
ألم يحن الوقت بعد للخروج من هذه الأوضاع البائسة التي تشل تقدم الشعوب و إزدهارها..أسأل و أسأل…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية