افتتاح مهرجان المدينة في دورته 25 … الفنان لطفي بوشناق: اسحاق الموصلي مغني بغداد الشهير و زرياب موسيقار الأندلس
بعد عامين من الغياب بسبب تداعيات جائحة كورونا (كوفيد التاسع عشر) افتتح مهرجان المدينة بصفاقس دورته ال25 بحفل الفنان لطفي بوشناق. وتزامن ذلك بعودة لافتة للنوري الشعري مدير المهرجان، ومحمود دمق الكاتب العام.
وبدون مقدمات غمرتنا السعادة لما يقارب 120 دقيقة، على مدارج مسرح المركب الثقافي محمد الجموسي، في الاستماع لمجموعة من أغاني الفنان الشهير لطفي بوشناق، الذي أهدانا حقيقة الفرح ونحن ننصت إلى “هذي غناية ليكم”، و”نسّاية” و”انت شمسي” و”ريتك ما نعرف وين” …وقد تفاعل الجمهور مع نجم السهرة، الذي برهن أنه ما زال يملك شعبية كبيرة، مردّدا أغلب أغانيه. وقام لطفي بوشناق بإجراء تغيير في كلمات “هاموا بشقراء وسمراء …وهمت بالتونسية” وجعلها “همت بالصفاقسية…” تقديرا للنساء الصفاقسيات. هو ذاته عبر عن سعادته بالجمهور المثقف والذوّاق، بإشارة الإصبع، وبتحويل مقاطع من الأغاني من كورال الفرقة إلى الجمهور.
والمفاجأة التي حملها معه الفنان لطفي بوشناق هي الطفلة الموهبة نسرين بوشناق التي غنت معه “العين الي ما تشوفكشي” التي غناها مع المغنية اللبنانية ميشلين خليفة. وقد لاقت هذه اللفتة تجاوبا من الجمهور فصفق لهما طويلا.
إلى أي مدى يمكن أن نربط خيط التواصل بين لطفي بوشناق واسحاق الموصلي مغني بغداد الشهير، أو زرياب الفنان الموهوب الذي أبدع في وضع بصمته على العود(أضاف وترا خامسا له) وعلى الحياة الموسيقية الأندلسية، حتى أنه لقب بموسيقار الاندلس؟ وهو يلتقي معهما في الفن الراقي وفي الأناقة والأيتيكات؟ قد تأتينا الإجابة من أساتذة المعهد العالي للموسيقى بصفاقس المختصين في النقد الموسيقي!
اقد سمع الجمهور ما يطرب الأذن وعبر عن فرحته بذلك بالتصفيق والرقص والتمايل وعاش بعضهم لحظات “واو” بمعنى الانبهار والدهشة، وبنقل الحفل على فيديوهات الهواتف الجوّالة…
وسمع الجمهور أيضا ما يطرب العقل فالموسيقى والفن والغناء التي يراها المنغلقون والمتعصّبون أداة مجون و…و…، هي في الحقيقة أداة سعادة وانفتاح ووعي وإبداع. والموسيقى تحقق انسانية الانسان وكما قيل “وحدهم الأشرار لا يغنون” .
الملاحظة العابرة في هذا الحفل لماذا لم تقع إقامة الحفل في المسرح البلدي؟ والملاحظة المربكة إضاءة مؤسسة digital lighting company كانت فعلا النقطة الأضعف في هذا الافتتاح ، فالفني العاكل، يبدو أنه فاقد لمهنية مزج الألوان، وعدم القدرة على قياس بعث الضباب والدخان، فتعتم الركح، وانزعج الجمهور من الضوء الساطع، وغاب الضوء الأبيض على المسرح كامل الوقت !!!
ما عدا ذلك، كلمة مدير مهرجان المدينة كانت شافية وكافية، ولكن الجمهور تقبل وجود رئيس البلدية بردة فعل باهتة، وهذا طبيعي في مدينة تغرق في النفايات، وبرد فعل لافت من الجمهور بكثير من التصفيق عندما شكر النوري الشعري “الجيش الأبيض” و”الامن والجيش” وهما جديران بذلك.
وعلى سبيل الخاتمة، لطفي بوشناق مغني تونس الشهير وموسيقارها، من مواليد 1954، وهو اول مطرب عربي يحظى بشرف سفير سلام الأمم المتحدة، وسبق ان تسلم مفتاح الإسكندرية الذهبي بمناسبة افتتاح دار الاوبرا بالإسكندرية تقديرا لرصيده الفني ولرفعة موسيقاه.