هيئة الأمم المتحدة للمرأة تكشف عن نتائج دراستها الاستقصائية الدولية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين- IMAGES تونس
في إطار البرنامج الإقليمي ” الرجال والنساء من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين ” نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع ” ايكويموندو ” والمعهد العربي لحقوق الإنسان وجمعية “بيتي” ندوة لتقديم نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين IMAGES-Tunisie وذلك يوم الاثنين 21 نوفمبر 2022، بمدينة العلوم في تونس ، وذلك بحضور السيدة ماتيلدا ليندين، السكرتيرة الثانية لدى سفارة السويد بتونس والسيد أرنو بيرال، المنسق المقيم للأمم المتحدة في تونس والسيد عبد الباسط بن حسن، رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان والسيدة سناء بن عاشور، رئيسة جمعية “بيتي ” والسيدة ايزادورا دي مورا ، مسؤولة برامج هيئة الامم المتحدة للمرأة تونس-ليبيا ، بمشاركة ثلة من الخبيرات و الخبراء المشاركات و المشاركين في هذه الدراسة.
وتقوم هذه الدراسة الاستقصائية الإقليمية التي قامت بها هيئة الأمم المتحدة للمرأة ” في كل من مصر ولبنان والمغرب وفلسطين والأردن وتونس والممولة من قبل دولة السويد عن طريق الوكالة السويدية للتعاون الانمائي الدولي ( (SIDA على المحاور التالية:
المواقف تجاه نوع الجنس والمساواة بين الجنسين والذكورة، تمكين المرأة اقتصاديًا والقيادة العامة، المساواة بين الجنسين والقانون، الطفولة والمراهقة، الديناميات الجنسانية ضمن الأسرة المعيشية، العنف القائم على النوع الاجتماعي.
المواقف تجاه نوع الجنس والمساواة بين الجنسين والذكورة
النظام الذكوري لا يزال مسيطرًا في الحياة العامة والخاصة حتى إذا أراد الرجال أن يكونوا أكثر تفتحًا من آبائهم وأكثر دعمًا لشركائهم، فإن مواقفهم وسلوكياتهم المترسخة لا تتفق مع ذلك دائمًا.كما يعتقد16 % من الرجال انه على المرأة أن تتسامح مع العنف للحفاظ على تماسك الأسرة مقابل 1.7% من النساء المستجوبات مع العلم ان نفس النسبة من الرجال تقريبا (16.1 %) ترى ان هناك أوقات تستحق فيها المرأة الضرب مقابل 8.2 % من النساء.
التمكين الاقتصادي للمرأة ودورها القيادي على الصعيد العام
تبدو مواقف الرجال والنساء غير مؤكدة ومتضاربة بشأن الأدوار الاقتصادية للمرأة في عالم يشهد العديد من التغييرات. اذ تتفق أقلية صغيرة من النساء 24 % على أنّ “زواج المرأة أهم من أن يكون لها مهنة”، غير أنه في الوقت ذاته لا تزال غالبية النساء ترين أنه “عندما تكون فرص العمل شحيحة، يجب أن تُتاح فرص العمل للرجال أكثر من النساء “ وتتفق الغالبية العظمى من الرجال النساء 83.3% ومن النساء 95.1 % على أن الأزواج والزوجات يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق في العمل
المساواة بين الجنسين والقانون
وتبين الدراسة أنّ 25 % من الرجال فقط و40 % من النساء يؤيدون سن قانون للمساواة في الميراث بين الرجال والنساء وذلك لعدة اعتبارات. كما أيد أكثر من 95 %من الرجال والنساء تجريم التحرش الجنسي
الطفولة والمراهقة
ذكــر مــا نســبته 78 %مــن الرجــال و61 %مــن النســاء بأنهــم تعرضــوا للضـرب علـى يـد والديهـم، كمـا أخبـر مـا نسـبته 68 %مـن الرجـال و54 %مـن النسـاء بأنهـم تعرضـوا للضـرب أو العقـاب البدنـي فـي المدرسـة علـى يـد معلـم مما يشكل سابقة مقلقة لحياتهم في رشدهم عندما يحتاجون أيضًا إلى حل المشكلات أو تأديب الأطفال.
الديناميات الجنسانية ضمن الأسر المعيشية
في حين أبدى 68.6 % من الرجال المتزوجين المستجوبين في الدارسة رغبتهم في الحصول على عطلة أبوة مدفوعة الأجر للعناية بزوجاتهم بعد الولادة كما عبّر 50 % منهم على ضرورة إقرار عطلة تمتد الى ثلاثة أسابيع خالصة الأجر.
العنف القائم على النوع الاجتماعي
وأظهرت الدراسة بأن عنف الشريك الحميم لا يتم التبْليغ عنه بالقدر الكافي
هذا وكشفت الدراسة الاستقصائية الدولية أنّ واحدة من بين 5 مشاركات صرحن عن تعرضهن للعنف في الأماكن العامة.
وبهذه المناسبة أكدت السيدة ايزادورا دي مورا، مسؤولة برامج هيئة الامم المتحدة للمرأة تونس-ليبيا، على أهمية هذه الدراسة وضرورة الاستفادة من نتائجها لدعم المساواة بين الجنسين وتغيير المواقف والسلوكيات ومساندة ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي وتمكين الفتيات والنساء من الولوج الى سوق الشغل والمشاركة الفعّالة في الحياة السياسية.
من جهته صرح السيد عبد الباسط بن حسن، رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان أنّ هذا البحث الميداني الذي شمل تصورات العائلة التونسية عن مجموعة من القضايا الخاصة بالمساواة وبحضور النساء في الحياة الاجتماعية والاقتصادية خلص الى غياب الاعتراف الكامل بالمساواة بين المرأة والرجل وتبرير العنف ضد المرأة وذلك رغم التطور الحاصل في المجتمع التونسي.
وأضاف أنّ ” الطريق نحو تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين سواء في سوق الشغل أو في المجالات الأخرى من خلال البرامج والقوانين والحملات مازال طويلا “.
كما أشاد السيد وليد العربي، الكاتب العام لجمعية “بيتي ” بهذه الدارسة التي ستساهم في فهم ومعالجة أسباب ظاهرة العنف القائم على النوع الاجتماعي قائلا ” أكدت نتائج الدراسة الحاجة الى مزيد نشر ثقافة الوعي والانفتاح على الآخر بداية من المؤسسات التربوية وصولا الى مراكز القرار وذلك رغم بعض التحسن الحاصل على مستوى الوعي بحقوق النساء والأطفال والفئات الهشة”.
منهجية الدراسة
وتقوم هذه الدارسة على بحث كمي وبحث نوعي:
وقد شمل البحث الكمي 2309 شخصا من بينهم 1160 رجل و1149 امرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عاما
فيما استند البحث نوعي على اجراء مقابلات شبه منظمة مع حوالي 34 رجلا و27 امرأة لفهم أفضل للمواقف المتعلقة بأدوار وحقوق الرجال والنساء.
نبذة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة
هيئة الأمم المتحدة للمرأة، هي منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. والهيئة هي النصير العالمي الرئيسي لقضايا المرأة والفتاة، حيث نشأت بغرض التعجيل بإحراز تقدم فيما يتصل بتلبية احتياجاتهن على الصعيد العالمي.
تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في وضع معايير عالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعمل مع الحكومات والمجتمع المدني لتصميم القوانين والسياسات والبرامج والخدمات اللازمة لضمان تنفيذ تلك المعايير بشكل فعّال.