وزيرة الثقافة في تطاوين: « لا يجب أن يبقى مهرجان القصور الصحراوية للفرجة فقط، بل يجب أن يكون أداة ترفد التنمية المستدامة »
افتتحت وزيرة الشؤون الثقافية، حياة قطاط القرمازي، صباح اليوم الاربعاء بتطاوين، فعاليات الدورة 41 للمهرجان الدولي للقصور الصحراوية، التي تتواصل إلى غاية يوم السبت القادم 26 مارس الجاري.
وقد أاشرفت بالمناسبة على الفقرة الافتتاحية لهذا المهرجان، المتمثلة في كرنفال فرق الفنون الشعبية والفلكلورية المحلية ومن مصر وليبيا، وتابعت لوحات استعراضية للماجورات والفرسان والدمى العملاقة والمرحول والسيارات الكلاسيكية، ثم زارت معرض الصناعات التقليدية، وتحدثت الى العارضين فيه، واطلعت على مختلف المنتوجات المعروضة، مبدية اهتمامها بتنوع المعروضات والقيمة العالية التي أصبحت عليها.
وأكدت العارضة عزة الشبلي، لمراسل « وات »، أن الحرفيين ينتظرون هذا المهرجان بفارغ الصبر لترويج إنتاجهم بعد جائحة كوفيد التي أحالتهم على البطالة، حسب قولها.
وأشارت إلى أن عدد المشاركين في هذا المعرض هذا العام كان أقل من الدورات الماضية، وأن جميعهم من داخل تونس، موضحة أن الفضاء الذي تم اختياره بساحة الفنون اكتظ بالزوار لضيق المكان وتنقصه عديد التجهيزات ولا يراعي مقتضيات التباعد والحماية من وباء كورونا.
وقالت وزير الشؤون الثقافية في تصريح لمراسل « وات » في الجهة، إن ما تم عرضه في الفقرة الأولى، وما أعده المهرجان طيلة أيامه من فقرات متنوعة عديدة، تعكس لا فقط أهمية المخزون الثقافي وثراءه، وإنما أيضا أهمية وثراء المخرون الطبيعي والبيئي في هذه الربوع، مؤكدة الحرص على استثمار هذا المخزون لتحقيق التنمية.
وأكدت ضرورة الارتقاء إلى مرحلة نوعية جديدة، إذ لم يعد بالإمكان الحفاظ على المهرجان كما هو للفرجة فقط، بل يجب أن يكون أداة ترفد التنمية المستدامة والمبرمجة والمبنية على مخطط هادف وعلى مؤشرات، وإلا فإنه سيبقى موسميا، وهو ما لم يعد مقبولا، « لأننا نريده محطة أساسية في رسم خارطة الطريق لكل الفاعلين في الشأن الثقافي والصناعات التقليدية المستوحاة من التراث واستغلال النباتات الطبيعية واستثمار العمارة الموجودة في القصور الصحراوية لتسويق المنطقة، حسب تعبيرها.
ودعت وزيرة الشؤون الثقافية الى الاعتماد على الذات في هذا الظرف الذي يعقب أزمة كورونا، وقبلها الظرف الاقتصادي الصعب، وعلينا اليوم النظر برؤية جديدة مبتكرة لمجابهة هذه الأزمة بتكاتف الجهود وبالعمل الثقافي التشاركي وبثقافة القرب والعمل الجماعي
وأشارت الوزيرة إلى أن المنتوج الثقافي والمبدعين له بإمكانهم المنافسة على الساحة الدولية، والعمل في إطار التبادل الثقافي والتعريف به على نطاق واسع، بدل الاكتفاء باستقبال فرق فلكلورية وشعبية من الخارج.
وأفادت بأن النية تتجه إلى تسجيل المهرجان وخلق بصمة له (Label) وميثاق خاص به، « ونحن بصدد العمل هذا النحو، خاصة من خلال الشبكة المعلوماتية، التي يمكنه عبرها أن يفرض نفسه على الساحة العالمية، وعلى الفرق المحلية مستقبلا المشاركة في التظاهرات العالمية، لا فقط عبر ما تقوم به الدولة، لأن الدولة تبقى القاطرة في رسم السياسات والتوجهات وتقدم الدعم، وعلى الفاعلين من مبدعين ومجتمع مدني وخواص وشباب أن يستفيدوا من الثورة الرقمية للخروج من المحلية إلى العالمية، لأن الدولة غير قادرة على تحقيق كل هذا لوحدها »، على حد تعبيرها.