في اليوم العالمي للإذاعة ، تعود بي الذاكرة إلى 52 سنة من إنطلاقتي الإذاعية
في اليوم العالمي للإذاعة – يصادف الــ13 من فيفري – والذي اختارت اليونسكو شعاره لهذا العام “الإذاعة مائة عام من التعليم والترفيه والإعلام”… تراجعني أحلى ذكريات إلتحاقي بالنشاط الإذاعي منذ 52 عاما حيث كانت إنطلاقتي في إعداد وتقديم برامج للشباب بالإذاعة التونسية سنة 1972 وتدعمت خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي خاصة برنامج الحياة المدرسية الذي كان يبث مباشرة من المدارس والمعاهد الثانوية وفتح المجال أمام التلاميذ لإبراز مواهبهم في التنشيط وتقديم إبداعاتهم في التقديم ومختلف مجالات الفنون ولقد أمكن المساهمة في تكوين جيل من المنشطين والمنتجين والفنانين … كذلك النجاحات التي حققها البرنامج الإذاعي “منتدى الشباب ” الذي سُعدت بالمساهمة في تأطير نخبة من الشباب في مقدمتها إلياس الجراية الذين تمكنوا من الإحراز على الجائزة الأولى في مسابقة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون سنة 1993
وأغتنم مناسبة اليوم العالمي للإذاعة لتهنئة كافة الصحفيين والإذاعيين ، تقديراً لجهودهم، وللإحتفاء بالدور الكبير الذي تقوم به محطات الإذاعة والتي إستطاعت أن توصل صوت المجتمع و تعبر عن إحتياجاته ، كذلك تحية تقدير إلى كل الزملاء الذين رافقتهم خلال عملي الإعلامي وإلى الذين ساهمت في تأطيرهم ليلتحقوا لاحقا بالعمل في المجال الإعلامي .
نعود لنشيرأن الإذاعة ظلت عبر أجيال عديدة وسيلة الاتصال الأبعد مدى واليسيرة المنال التي تتيح لجميع شرائح المجتمع التعلم والتسلية. ومع أن الإذاعة استُخدمت في بعض مناطق العالم لتأجيج الكراهية والانقسام والنزاعات، فإن العديد من البلدان سنّت تشريعات تقدمية ووضعت آليات تنظيمية مكّنت من استخدام الإذاعة لبث الأخبار والبرامج المتزنة، وممارسة الصحافة المستقلة بوجه عام.ومن ثَمّ، تساهم الإذاعة في تعزيز الديمقراطية وتوفّر أساساً لإرساء السلام الدائم.
كما أن احتفال العالم في 13 فيفري من كل سنة باليوم العالمي للإذاعة إحتفاءا لما قدمته من دور كبير على مدى أكثر من قرنٍ في تعليم وتثقيف وترفيه ولكونها الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارًا، وقدرتها الفريدة على الوصول لكافة قطاعات المجتمع بكل سهولة
وتبقى للإذاعة قيمتها الفريدة في ما يتصل بالجمع بين المجتمعات وتعزيز الحوار الإيجابي بما يدفع قدما نحو التغيير. وتتيح الخدمات الإذاعية الاستماع إلى أصوات جماهيرها، وتشجع على تلبية احتياجاتهم، كما تتبح السبيل أمام تنوع الآراء والرؤى والأصوات بما يلبى الحاجة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا جميعا…
مع تحيات محمد رضا البقلوطي