فيروز الصوت الملائكي لكل الأوقات
بعد تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرا خبر وفاة جارة القمر، فيروز، اثر تعرضها لوعكة صحية ,نفت ابنتها ريما الرحباني الخبر من خلال تدوينة على حسابها الخاص على الفايسبوك وكتبت: “إلى مُطلقي الشائعات الذين يظل لديهم رغبة ونفْسْ ووَقت بكل الظروف مهما كانت سوداء يفَبِركوا الخَبر ذاته! وكأنها رغَبات لديهم أكتر أنها مُجرّد إشاعات!”.
كل التمنيات لصاحبة الصوت الملائكي بالصحة والعافية وهي التي تتحفنا كل صباح عبر كل اذاعات الوطن العربي بروائعها الرحبانية المميزة ففيروز حين تغني يتوقف الزمن ويُستبدل الإشراق بالصوت، فتصبح الدقائق كلمات والثواني نغماً وألحاناً بل ننسى ذلك الوقت وما نعانيه وحينها يتولد لدينا إحساس جديد نعرفه يوماً بعد يوم
فيروزصوت يتجدد كل صباح نصبح عليه ونمسي نسمعه في كل وقت بنفس الروعة،
فيروز تبقى دائما الهاجس فكل ما تقدمه منذ نشأتها مازال يعيش بيننا متفرداً، الأغنية الشعبية المليئة بالعمق قد لا توجد إلا في صوت فيروز توزيع موسيقي يلتهب مع صوتها الرائع بل هناك موسيقى تلازمها تتنفس للتنهيد.
غردت لكل شيء “جارة الوادي” لأمير الشعراء ومحمد عبد الوهاب “زوروني كل سنة مرة” لسيد درويش،ما احلى ذلك الصوت الذي لا يكبر حتى وان كبرت،انه اختيار العمق في الكلمة الذي يعود بنا إلى الخلف نتعرف على المخزون اللغوي الشعبي والثقافي والتصوير الخارق في الكلمة المغناة،
لصوت فيروز سطوة على السمع ووقع على الأذن وصدى يقربه أكثر فأكثر إلى أعماق النفس ومكنوناتها..!! يعطينا أملاً بالبقاء ويضفي على الوقت والجو جمالاً ورونقاً،انه اقرب من كل شيء نرى أنفسنا، نقترب أكثر فأكثر من ذاتنا مانِحِينَ وقتاً أطول مع صوت يعكس للنفس مرآتها فتبدو في أبهى حللها لابسة لبوس عيد من نوع آخر، عيدٌ تتراقص فيه الأنغام وتتوالى فيه الكلمات جزيلة تعطي للحن جمالاً، وتأخذ منه وحين يكون ذلك الصوت الساحر متجاوباً معك صعوداً وهبوطاً كما يكون دائما.. إن فيروز وعطاءها يصنعان جواً تتآلف فيه الموسيقى إلى جنب مع الكلمة فتنساب الأحاسيس لا يعُرَف لها بداية أو نهاية.
فيروز إذن هي العطر والإحساس الجميل في كل وقت تعطيك جواً رائعاً قد لا يكون عند غيرك، إنها فيروز في كل الأوقات!
فيروز- رحلة طويلة مع الابداع الموسيقي
نُهاد رزق وديع حداد والمعروفة بالاسم الفني فَيروز وُلدت في 21 نوفمبر 1935في بيروت، وقدّمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخيه منصور الرحباني، المعروفين بالأخوين رحباني، العديد من الأوبيرات والأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية
بدأت الغناء وهي في عمر السادسة تقريباً في عام 1940م، حيث انضمت لكورال الإذاعة اللبنانية. وعندما عرفها حليم الرومي، أطلق عليها اسم فيرُوز ولحن لها بعض الأغنيات بعد أن رأى فيها موهبة فذة ومستقبلاً كبيراً، ولاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم. فيرُوز من أقدم فنّاني العالم المستمرين إلى حد اليوم، ومن أفضل الأصوات العربية ومن أعظم مطربي العالم.