شعر / هرمينوطيقا … عادل المعيزي
حينَ وقفتُ أمشّطُ أحجيةً
في الشرفةِ قربَ غيابِ البحرِ
سمعتُ حنينًا يصرخُ: بيني باندو!
لمْ أدركْ مصدرَ ذاك الصوت
بدَا لي مُحْتَدِمًا
وأصَخْتُ مَلِيًّا، جاءَ الصوتُ رَخيمًا:
بِينِي باندُو!..
فكَّرْتُ طويلاً في معنى الصوتِ
ومعنَى اللفظِ..
وقلتُ لعلَّ شعارًا ثوريًّا مازالَ صداهُ
يَحُومُ قريبًا من أرواح الشهداءِ
ويَعصِفُ قبلَ نهايتهِ بِمَرارَةِ أحلامِ المُنتظرينَ
لعلَّ على قارعةٍ مُتَشابِكَةِ الأوهامِ
سَيُطْفِئُها حينَ سَتَصْرُخُ أشْجَارٌ دَامِعَةٌ:
بيني باندُو!..
ولعلَّ فتًى يَعْشَقُ في سرٍّ بنتَ الجيرانِ
وإذْ لا يُحسِنُ كتْمَانَ مَشَاعِرِهِ
سيُرَافِقُ أشرِعةً تَتَلألأُ أظْفارُ الشمسِ
على سَطحِ زَوارِقِها
وعلى أمْواجِ البحرِ المَغلولَةِ بالريحِ
وفي الأعْمَاقِ سيصرخُ: بيني باندُو!..
حتّى تأتي الأصداءُ من المستَقبَلِ:
بيني بانْدو
………
………
مازلتُ أحاولُ إدراكَ الصوْتِ
وإدراك المعنى القادم من درْبٍ مجهولٍ
حينَ وقفتُ قريبًا مِنْ بَابِ الشرْفَةِ
في مُنْتَصَفِ القَرْنِ المَاضي
بِمُواجَهَةِ البَحْرِ، وأصْغَيْتُ إلى لغةٍ تَهْتِفُ
بيني باندو
بيني باندو..