شذرات من تاريخ المسرح بصفاقس بمناسبة تكريم دار الثقافة باب بحر للمبدع عبد الحميد جليل
افتتحت دار الثقافة باب بحر قاعة ” عبد الحميد جليّل للثقافة والإبداع ” بفضائها السفلي الرحب بحضور المبدع المسرحي المكرم وعدد من أفراد عائلته ومجموعة من المثقفين والإعلاميين
وسيخصص هذا الفضاء الى الانشطة المسرحية واللقاءات الشعرية والتعبير الجسماني وغيرها من الفنون وكذلك احتضان الندوات والملتقيات وسيكون مفتوحا لكل رواد ونوادي دار الثقافة العديدة والمتميزة
وقد أفاد مدير دار الثقافة باب بحر بصفاقس الشاعر المرموق أحمد الشايب أن دار الثقافة أرادت تكريم المبدع محمد جليل الذي يعد من عمالقة المسرح على المستوى الجهوي والوطني و من مؤسسي الفرقة المسرحية القارة بصفاقس التي شرعت في النشاط قبل بعث مندوبية خاصة بالثقافة في الجهة وكذلك مركز الفنون الدرامية والركحية
وتخرج منها عديد المسرحيين وبين أن الفضاء الذي أصبح يحمل اسم عبد الحميد جليل كان مقرّا لهذه الفرقة التي أدارها المبدع عبد الحميد جليّل لعدّة سنوات .
مسيرة عبد الحميد جليل المسرحية
ولد الفنان المسرحي عبد الحميد جليل بصفاقس سنة 1936 , التحق سنة 1959 بمدرسة التمثيل العربي ( المعهد العالي للفن المسرحي حاليا ) ونال شهادة ختم الدراسات المسرحية سنة 1963 و البطاقة المهنية في الفنون الدرامية لتنطلق منذ ذلك التاريخ مسيرته الابداعية بمساهمته في تأسيس ونشاط العديد من الفرق المسرحية كفرقة المناجم المسرحية بالمتلوي سنة 1968 والمسرح الوطني كما خاض تجارب كممثل ومخرج ومصمم مناظر بالتوازي مع عمله في التنشيط المسرحي بعدة معاهد في سوسة , القيروان , المنستير , قفصة , ومسقط رأسه صفاقس وادارجليل الفرقة المسرحية القارة بصفاقس وعمل كملحق ثقافي بالمندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس
ونال الفنان عبد الحميد جليل عديد الجوائز حيث اختير أفضل ممثل عن أدائه لدور ” شيخ الزاوية ” في مسرحية رجل في المدينة في اختتام مهرجان المسرح المحترف بتونس سنة 1973 وجائزة أفضل اخراج مسرحي لمسرحية السنابل سنة 1979 في نفس المهرجان وتم تكريمه من قبل الهيئة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية وغيرها من التتويجات والشهادات
لمحة عن فرقة المسرحية القارة بصفاقس
تأسست الفرقة المسرحية القارة بصفاقس سنة 1965 وأسندت ادارتها لعديد القامات المسرحية والثقافية كالفنان الفلسطيني أكرم الدبّاغ والتونسيين جميل الجودي والمنصف السويسي اضافة للمحتفى به عبد الحميد جليل في مناسبتين الأولى من سنة 1978 الى سنة 1983 والثانية من 1987 الى سنة 1995 وهو آخر رئيس للفرقة حيث أصدرت وزارة الثقافة قرارا بحلها في مارس 1995
و أنتجت الفرقة خلال ثلاثين سنة من وجودها أكثر من أربعين مسرحية وأفاد ضيفنا بأنه أخرج عددا كبيرا منها وأوكلت المهمة في بقية المسرحيات لعدة مخرجين كجميل الجودي , عبد اللطيف بن جدو , عبد الرزاق الزعزاع , يوسف الرقيق , توفيق عبد الهادي , عبد الله الوافي , المنصف السويسي , كمال العلاوي , لزهر بوعزيزي
وكان للفرقة بعض المسرحيات الموجهة للأطفال مثل ” فلفول ” و ” مغامرات أمير ” و“ يابلدي ”
الجمعية العصرية بصفاقس ومساهمتها في الحركة المسرحية
حديثنا عن الفرقة المسرحية القارة بصفاقس في الستينات يحتم تسليط الضوء على الحركة المسرحية في صفاقس أثناء الحقبة الاستعمارية مع الجمعية العصرية للموسيقى والتمثيل بصفاقس التي تأسست سنة 1920 خلفا للفرقة النحاسية الصفاقسية التي كانت تتكون في معظمها من الأجانب والجالية الفرنسية على وجه الخصوص وقد تكونت هيئتها التأسيسية من رئيسها أحمد بن سلامة ولطيف بن حسن ككاهية رئيس الصادق الغرياني ,أمين المال وضمت كذلك كل من العربي البولاطي , أحمد قطاطة , حمدة الشعبوني ,محمد الطيب الشرفي , الطيب معلى ومحمد العيادي
تحولت الجمعية الى مؤسسة علمية تحمل اسم معهد الموسيقى العصرية بصفاقس بداية من سنة 1939 . أما المحطة الأبرز في حياتها فكانت سنة 1960 عندما عقدت جلسة مششتركة بين جمعية معهد الموسيقى العصرية والنادي البلدي للفن والموسيقى من أجل اعداد قانون أساسي لمولود جديد موحدة تحت اسم النادي العصري للموسيقى والتمثيل المشتق من أسمي الجمعيتين باشراف فني من القائد الحبيب بريرة ( الغربي) ومساعده الهادي المحرسي و تولي القيادة بعد ذلك نصر الصويعي ومصطفى بن غزلان
كما أنه وفي سنة 1969 توحدت جمعيتي النادي العصري للموسيقى والتمثيل وفرقة جمعية الوداد بصفاقس الاتحاد الفني فرحات حشاد التي أسسها نخبة من النقابيين في أوت 1949 بميلاد جمعية جديدة أطلق عليها اسم نادي حشاد للموسيقى العصرية أسندت رئاسته للأستاذ علي الحشيشة لكن التجربة لم تدم طويلا
وتجدر الاشارة الى نشاط الجمعية العصرية للموسيقى والتمثيل بصفاقس تجاوز النشاط المويسقي النحاسي حيث كان يضم فريقا رياضيا وفرقة موسيقية وترية وأخرى للتمثيل مر منها العديد من الممثلين كالمختار الحشيشة وعبد السلام البش اللذان ذاع صيتهها على المستوى الوطني