تمزرط ، تاوجوت و زراوة ..قرى أمازيغية تحتفي بيناير 2970
تعتبر إحتفالات يناير مناسبة امازيغية يتم الاحتفال بها كل سنة بين 10 إلى 14 جانفي لدى كل الأمازيغ على غرار “تمزرط ، تاوجوت و زراوة ” قرى مطمامة من ولاية قابس..
و هي تظاهرة تهدف أساسا إلى تثمين التراث الأمازيغي و احياء الموروث الثقافي الذي تزخر به ولاية قابس، كما تعرف بعلاقتهاالمتينة بالنشاط السياحي نظرا لمساهمتها في احياء المنطقة سياحيا من خلال استقطابها للزوار من مختلف الولايات التونسية و الليبية والجزائرية و غيرهم من المهتمين بمثل هذه المناسبات …
و قد شملت هذه التظاهرات ، الندوات الفكرية التي لطالما كانت تسعى إلى مزيد التعريف بالتراث اللامادي للأمازيغ و الثقافة الأمازيغية بصفة عامة ، كذلك الفقرات التنشيطية الإحتفالية في الساحات العامة والتي تضم الشعر و الغناء و عروض اللباس التقليدي الأمازيغي كما نجد الأكلات الأمازيغية حاضرة في هذه الإحتفالات بإعتبارها شكلا من أشكال الموروث اللامادي الأمازيغي .
السنة الأمازيغية ..عودة إلى تاريخ ماقبل الميلاد
يذهب بعض المؤرخين إلى أن الإحتفال بالسنة الأمازيغة هو بمثابة ” تخليد لذكرى انتصار الأمازيغ بقيادة الملك “شيشناق” على الفراعنة بقيادة رمسيس الثالث في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد ، و هي المعركة التي حكم بعدها الملك الأمازيغي “شيشناق” الأسرة الثانية و العشرين للفراعنة ” لكن يظل هناك اختلاف حول صحّة هذه الرواية .
ترتبط السنة الأمازيغية بالتقويم الفلاحي و بفصول العام حيث يتم فيها تقسيم السنةبناء على المواسم الفلاحية ، و رغم أنه يصعب تحديد تاريخ دقيق لدخولها إلا أن سنة تسعمائة و خمسين 950 قبل الميلاد تعتبر سنة دخولها ، لذلك فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التاريخ الميلادي ، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2970 السنة 2020 ميلادي.
و تسمى هذه الإحتفالية ب “اينّاير yennayer” أو “نّاير” و يسمى أيضا “إيض أوسكاس” أو “إيخف أوسكاس” أو “حكّوزة ” حسب إختلاف التعابير الأمازيغية و المغاربية و هي أقدم الإحتفالات الأمازيغية التي يتم تنظيمهافي شمال إفرقياأي ربوع بلاد الأمازيغ ، و ذلك خلال الشهر الأول من السنة الأمازيغية الذي يزامن اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية .
و قد ارتبط الإحتفال برأس السنة الأمازيغية بمعتقدات قديمة راسخة لدى الأمازيغ تختلف أشكالها بإختلاف القبيلة و لكنها ترتبط عموما بما سيجلبه الإحتفال من الخير و السعادة والنجاح و الإزدهار لمحتفليه ، و تتنوع الأطعمة التقليدية التي يتم اعدادها احتفالا بهذه المناسبةو تعتبر أكلة “أوركيمن” و “تاكلّا” و “الكسكس” إحدى الوجبات الهامة في ذلك الإحتفال ، و هي ذات اعتبار متميز لدى الأمازيغ . و قد تم مؤخرا إدراج ” الكسكس ” هذا الطبق الأمازيغي التاريخي إلى قائمة التراث اللامادي لدى منظمة اليونسكو إلى جانب إحتفالات الأمازيغ و أبجديتهم .
منظمة اليونسكو تضم احتفالات رأس السنة الأمازيغية و أبجدية “تيفناغ” إلى قائمة التراث العالمي اللامادي
قررت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ضم احتفالات رأس السنة الأمازيغية إلى قائمة التراث العالمي اللامادي بإعتبارها تقليدا تاريخيا عريقا تمارسه مجموعة بشرية و تتداوله الأجيال ، كما تقرر أيضا ضم أبجدية “تيفناغ” بإعتبارها تراثا إنسانيا لاماديا ، كما تم تصنيف الطبق الأمازيغي الأصيل “الكسكس” في قائمة التراث الثقافي اللامادي بحسب ما ورد في تقرير خاص بالموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو .
إحتفالات يناير..في مطالبة بإدراجها ضمن الأعياد الوطنية و المناسبات الرسمية
تتجدد مع كل احتفال برأس السنة الأمازيغية في دول شمال إفريقيا ، المطالبة بإدراج هذه المناسبة ضمن العطل الرسمية مثلها مثل الأعياد الوطنية التي يتم الإحتفال بها سنويا لما يتضمنه هذا المطلب من رغبة في إعتراف الدول بهذه الثقافة التاريخية و ما تحمله من هويّة ثقافية و مخزون تاريخي عريق يشمل اللغة و الفعاليات الثقافية و التاريخ اللامادي لهذه الأقليّة ، و قد نجح أمازيغ ” الجزائر ” في تحقيق هذا المطلب على عكس ” تونس ” و”المغرب ” .
مروة محمدي