تقديم رواية حدث في تلك الليلة للكاتب والإعلامي محمود حرشاني في اطار تظاهرة ليالي تقموته الثقافية
اعتبر الناقد الأدبي والاستاذ الجامعي اسماعيل الشعيبي ان رواية / حدث في تلك الليلة / للكاتب والاعلامي محمود الحرشاني رواية توفرت على تقنيات حديثة ومتطوره في فن كتابة الرواية حيث جمعت في تناسق بديع بين التخييل والواقع بعيدا عن السرد الممل الذي يقتل احداث الرواية. وأضاف لدى تقديمه لهذه الرواية في اطار سهرة ثقافية مساء امس الخميس بالمركب الشبابي 17 ديسمبر بمدينة سيدي بوزيد ان الزمن في رواية حدث في تلك الليلة هو زمن متحرك وان كان يفهم من سياقات الأحداث ان أحداث هذه الرواية تقع ما بين أكتوبر 1969 مع نهاية نظام التعاضد و فيضانات أودية بياش في قفصة والفكة بسيدي بوزيد واللبن بالمكناسي وتنهي في حدود 1988.
وكما الزمن متحرك في هذه الرواية فان المكان كذلك متحرك.ولا يقف عند مكان معين وان كانت أهم الأحداث تدور في مدن قفصة وقموده والعاصمة.كما اشار الناقد الادبي الى ان الخلفية الصحفية للكاتب لا تغيب عن احداث الرواية وقد استطاع الكاتب ان يوظف مهارته الصحفية في كتابة فصول الرواية دون ان يسقط في الاسلوب التقريري. كما ان الكاتب لم يغلق منافذ الرواية بل ترك مجالا للقاري ليعيش معه الاحداث حتى انك لا تستطيع ان تحدد ماهي الليلة بالضبط التي يقصدها الكاتب وماهو الحدث الذي وقع فيها بل ان أحداث الرواية تنطوي على ليال عديدة زاخرة بالأحداث يمكن للقارئ ان بختار ايا منها لتكون الليلة المقصوده بالعنوان المخصوص للرواية ولكن الكاتب هنا لا يصادر حق القارئ في اختيار الليلة التي يشاء لتكون هي الليلة المقصودة.
وأضاف الناقد في سياق قراءته للرواية أن رواية حدث في تلك الليلة للكاتب محمود الحرشاني هي رواية تاريخية بامتياز واستطاع الكاتب ان يتسلح بجرأة كبيرة في النفاذ الى المسكوت عنه في مرحلة من أدق أخصب مراحل تاريخ تونس ومحمود الحرشاني القادم الى عالم الرواية من عالم الصحافة استطاع بمهاره عالية ان يثبت وجوده في كتابة الرواية الحديثة كما اثبتها في عالم الصحافة.
اما الكاتب محمود الحرشاني فقد اعتبر أن قراءة الناقد الأدبي والأستاذ الجامعي اسماعيل الشعيبي هي بمثابة الولادة الجديدة لهذا الاثر وأكد ان الرواية الأولى للكاتب تحمل دائما بعضا من خصوصيات صاحبها فما بالك اذا كان الكاتب صحفيا. أحداث الرواية تفضحة.واكد ان كبار كتاب الرواية في العالم العربي وحتى في الغرب هم صحافيون بالاساس مستدلا على ذلك بالكاتب المصري احسان عبد القدوس والكاتب يوسف إدريس الذي هو طبيب في الأصل وبالكاتب مصطفى امين الذي كتب اول رواية تحولت الى فيلم مثلته ام كلثوم وهو في الاصل صحفي واعتبر ان المستقبل هو للرواية التي تتوفر بها تقنيات الكتابة الصحفية من لغة الحوار وتقنية الروبورتاج وكساء المشهد وتكثيف الاحداث.
واضاف الكاتب محمود حرشاني انه تعمد ترك الليلة المقصوده بعنوان الرواية مجهولة حتى يدركها الكاتب بنفسه في احداث وفصول الرواية وهو لم يشأ أن يتعسف على القارئ ويقدم له وصفة جاهزة لسياقات الرواية واحداثها
وعقب الاستاذ محمد نجيب هاني منشط اللقاء على ان هذه الليلة كانت من افضل الليالي وان الحوار كان ممتعا مع رواية من افضل الروايات الصادرة اخيرا لكاتب نعتز به روائيا مجددا مثلما اعتززنا به كاتبا صحفيا ناجحا
عرض ومتابعة اسامة حرشاني