“بيروت !…” قصيدة من الاعماق
بيروت !…
بيروت، العنوان الخالد في عوالم الثقافات والمثاقفات !
بيروت، العاصمة الصامدة في مفترق الطرقات…
… بدون تعاليم ولا تفاصيل ولا تماثيل !…
بين الحالم والعامل، وبين المبدع والملهم، وبين المحب لوطنه والمنكر لتاريخه، يخطف المجهول – الجاهل بجهله – إبتسامة كادت أن تنبعث بين أسنان مريضة وبطن خاو من الأمل.
في بيروت، ينفجر المرفأ في عمق الحرارة وفي عقم إقتصادي لئيم !
بيروت… مقرف ما يحدث لها، وما يخطط ضدها من بعيد وينجز على حسابها عن قرب قريب…
بيروت، المركز المنهار والرجل البائس، وهي في صراع دائم ضد الأصدقاء و”الأتقياء”، والأعداء والأعباء،…
لهيب من المفردات وحزمة من المصطلحات تصنع الأناقة بدون روح، ولا أمل.
بيروت المحروسة تواجه وحدها مصير الأمة، وتصارع العالم والعولمة المروعة والمستبدة، معا، في الآن ذاته، بفأس منكسر.
بيروت هي ضحية الأنانية المفرطة ونرجسية المناوئين والمنافقين والمناورين والمتآمرين على “رقصة الحياة” وأنغام الأبرياء… وقصيدة تائهة بين ضلوع الأمكنة وأجنحة الأزمنة وجمال منحوت على القلوب…
بيروت تصنع الصباحات بالرغم من قبح سياسوي متعب، وترسم على جدرانها كلمة واحدة ووحيدة: الإنسانية الشامخة…
بيروت تستعد للوقوف من جديد… ستقف من جديد !…
هكذا تفعل منذ إحتضانها للأنبياء وإختزالها للعالم في لحظة الوجود الخالدة والمتجددة.
بيروت تصنع لبنان من جديد… ستصنع مرفأ للعرب رغم كيد الكائدين.
مرفأ السلام والجمال والمحبة… وعطر الكلمات والألحان والأحلام.
بيروت السلام.
هشام اللومي – 4 أوت 2020.