بني خداش / زمّور وبداية حلم مشوار فنّي سياحي بدار جدّي
تدقّ خلال هذه الأيّام من 11 أكتوبر إلى 17 بقرية زمّور الكائنة على التّلّة المشرفة على معتمديّة بني خداش غرب ولاية مدنين نوابض ملتقى زمّور الدّولي فنّ وسياحة في دورته الثّانية بدار الضّيافة ” دار جدّي” المرشوقة على قمّة بارعة الأنفة والمهابة والجذور من شواهق جبل دمّر العريق.
يُنعشُ هذا الكرنفال التّشكيليّ صفوة من الفنّانين بين تونسيّين ” عماد الزّمّوريّ ” ، ” مريم السّعيدي “، ” منى الفرجاني”، ” محمّد المالكي”، ” هشام سلتان” و” طارق سويسي ” وضيوف من الهند “ديالي باهلا” و”سومانا ملاكار” و ” تونسيّ مقيم بجنيف “عبد الرزّاق حمّودة”. وتعدّ هذه التّظاهرة نوعيّة في فحواها ومزاجها وأبعادها بما هي وثبة ثقافيّة – سياحيّة فارقة لمنطقة زمّور بشكل نافذ وجهة مدنين على وجه أشمل وتونس على محمل حضاريّ إنسانيّ أرحب وقد أتت كمبادرة ثقافيّة نوعيّة لأحد أصيليّ المنطقة المستثمرين في مجال القطاع السّياحيّ الجديد في شراكة مع جمعيّة الشّباب بزمّور ومؤسسّسة تواصل من أجل الفنّ فرع سويسرا – تونس.
يصرّح السّيّد محمّد صالح الزّموري مالك دار الضيافة في هذا الصّدد ” “دار جدّي” هو حلم طالما سكنني وشغلني منذ عهد بعيد، وهو بالأساس تلبية لصدى طيني الأوّل زمّور وشغفي بثالثِ الفنون سيما وأنّني فنّان بالسّليقة وأمهتن التّصميم والإشهار” ،كما أضاف في نفس السّياق ” استحثّني صديقي الخطّاط التّشكيليّ عبد الرزّاق حمّودة لتشييد فضاء ثقافيّ رفيع الظّراز أستقطب فيه الرّسّامين من خلال ملتقى دولي يرعى فعاليّاتهم الفنّيّة آناء الدّورة ويتمخّض عن تأريخ عبورهم من ” دار جدّي ” من خلال ما يخلّدونه على خدود الغرف والجدران من لوحات مآلها أن تغدو مع تهافت الزّمن ذاكرة فنّيّة باذخة الوزن والثّراء والأنوار للمكان “.
يخوض التّشكيليّون خلال الورشات الحيّة بأيّام الملتقى شطحاتهم الفنّيّة ويزرعون اللّون والبهجة والأبّهة والطّرافة في الأرجاء والقلوب والحيطان وقد تخلّلت النّشاطات الفنّية مساحات فكاهة ومرح وسهرات طربيّة الهوى وزيارة ميدانيّة للسيّد ” إبراهيم العرف ” مندوب ثقافة مدنين واكب فيها أجواءًا احتفائيّة بنكهة آسيويّة أُعدَّت فيها أطباق تراثيّة من قِبل الفنّانين الوافين من الهِند، لحق ذلك جلسة رسميّة على عين المكان نوقش فيها مقترح إمكانيّة مزيدِ تطوير رهانات الملتقى كما يتمتّع المشاركون في ملتقى زّمور الدّولي بنصيب وافر من التّرفيه والجولات السّياحيّة لموقع سطح القمر و شننّي تطاوين وموقع الدّينصورات ومتحف تطاوين إضافة إلى رحلات استكشافيّة بين صروح زمّور بكلّ ما تشهد به عظمة قصورها البربريّة الشّائقة وشقاوة بيوتها الجبليّة التّليدة ” حياش الحفر” ورونق آثارها الأمازيغيّة الجليلة.
وقد ألمع منسّق ومنظّم الملتقى عبد الرزّاق حمّودة في نبذة إعلاميّة خاطفة أنّ التجربة الميدانيّة لهذه التّظاهرة قد أثبتت وفرة حظوظ ديمومتها لدورات أروع قادمة وأنّ هذا المنجز في متناول كلّ قابض على جمرة الفكرة والحلم ومؤمن بالإنسان وأهميّة الفنون في تعطير وتغيير وتثوير الوجود، وأنّ في تكاثر مثل هذه المبادرات الثّقافيّة إضافة جماليّة جماعيّة حقيقيّة خلاّقة للتّراث الفنّي التّونسي والعالمي.