الفنــان عبـد الرزّاق ذويــب…
* عاش فنّ النخبة
* “احليَّمْ” تونس : كما يحلُو للكثيرين تَسمِيتَه
* الفنّ أخلاقٌ ووَقار …
عشق عبد الحليم، حفظ وردَّد أغانيه منذ طُفولته، عُرف في الحيّ الشعبي الذي عاش فيه صغيرًا بهذا اللون، كان يعلو منصات الأعراس فيطرب ويقنع…يتجاوب الحضورُ مع الايقاعات دون سابق اشعار خاصة مع أبناء الحومة الذين يصرون على حضوره حتّى يمتع الأسماع بصوته الهادئ الدافئ والمَليء حبًّا وعشقا. انه عبد الحليم الصغير أو كما يحلو للكثيرين تسميته بـ “حليّم” تونس…
وتَشاءُ الصدف أن يستمع إليه المرحوم الفنان عبد الحميد السافي رئيس فرقة موسيقية فينبهر بهذا الصوت في سهرة حفل زفاف ويدعوه للانضمام الى فرقته وهو في سنّ السابعة عشرة من عمره كتلميذ مواصلا دراستَه الثانوية في معهد محمد علي بصفاقس…
هاهو الشاب المطرب يشق طريقه بكل ثقة في النفس وهو في ريعان الصبا مردّدًا أغاني عبد الحليم ليصبح ستار في فرقة السافي…
ذاع سيطه في المدينة وكثرت التشجيعات ولعل مشاركته في البرنامج التلفزي “نجوم الغد” مع المنتج عز الدين العياشي سنة 1982 قد أعطته الاشارة الخضراء ليظهر على الساحة الموسيقية في تونس الى جانب أمينة فاخت والمرحومة ذكرى محمد …
ومن بين العناوين (قصر القلوب، سلّمMBC هذا النجاح الباهر أهّله الى انتاج عديد الكليبات لفائدة قناة
يَا حبيبي سلِّم) وهي أعمال جسّمها بالكلمة واللحن والأداء فكانت بداية شهرته في الوطن العربي من خلال تلفزات لبنان والأدرن ومصر…
مشاغله الموسيقية والفنية حالت دون نجاحه في شهادة الباكالوريا فقرر الالتحاق بمعهد الموسيقى ليتمكن من دراسة العلوم الموسيقية والتعرف على أسرارها وخصائصها وهذا مَا حدا بصاحبنا دخول عالم التلحين فأنتج في عدة ألوان وطنية دينية وطربيّة..
– سألت ضيفي : في هذه الأثناء هل واصلت مع الأستاذ السافي ؟
* تجربتي مع مشجعي الأول دامت سبع سنوات لأنتقل الى فرقة الفنان الهادي أحمد ثم مع فرقة الحبيب الطرابلسي…ثلاث تجارب ناجحة ومسيرة موسيقية ثريّة وتكوين أكاديمي ولوجستي متميز أهّلتني لبعث فرقة موسيقية خاصة عرفت باسم “فرقة العندليب للموسيقى العربية”
– من هنا كانت بداياتك الشخصية، أليس كذلك !
* نعم، تمكنت من المشاركة في المهرجانات داخل تونس وخارجها وتمثيل بلدي في العديد من المحافل الدولية خاصة في أوروبا والهند والمشرق العربي، وقد ساهمت التلفزة التونسية في بث انتاجي الموسيقي ودعوتي للحضور في عديد البرامج مع منشطين تلفزيين أعتز بهم كثيرًا مثل المرحوم نجيب الخطاب، حاتم بن عمارة، هالة الركبي، أمير التركي، يسر الصحرواي وغيرهم…
– كيف دعّمت هذا النجاح، صديقي الفنان…؟
* بالمثابرة أولا ثم باحترام المهنة والانتاج الجيّد، أكثر من 65 أغنية طربيّة ذات لون تونسي ومشرقي وكلّها من ألحاني نابعة من انسان يؤمن بالمصداقية والفنّ الراقي والاعتماد على المؤهلات الشخصية…
– لعلّ تحوّلك الى العاصمة قد ساهم في هذا المسار الناجح ؟
* بالتأكيد، الانصهار في الأجواء الثقافية والاحتكاك بعديد الوجوه الفنية والمشاركة في عديد المناسبات الفنية جعلت منّي الفنان الطموح والمبدع وهنا لابدّ أن أشكر زوجتي أصيلة مدينة الحمامات لِمَا قدّمته لِي من تشجيعات ومساندة وابنتي الوحيد الأستاذة مروى…
– هل تعتقد أنك وصلت الى مبتغاك ؟
* الحمد لله، لقد تمكنت من تحقيق أمنية عاشرتني منذ الصبا وهي اسعاد الناس وكسب محبّتهم وهنا أتذكر حديثا للرسول عندما سئل عليه السلام : من أحبُّ الناسِ الى الله ؟ فأجاب صلى الله عليه وسلم :”أنفعهم للناس”
أتمنى أني قد ساهمت في هذا النفع المطلوب وأرجو رضاء الله لأني أنعمُ برضاء الوالدين…
الفن عندي أخلاق ووقار، الفن احترام لكل فنان، والفنّ التزام بالمبادئ السمحة الفاضلة والعالية…
مع أجمل تحيات علي السقا