الحب والحياة ومهزلة العقول وتفاهة العالم “خواطر” ليسر العوادني
لو كنت أعلم أن الحب صعب أن آثاره ستنعكس عليا بالسلبية على حياتي لما احببت.
لو كنت أعلم أن حياتي ستكون شبيهة بالمرأة العقيمةً التي تمارس الجنس كل ليلة أملا أن تحمل في أحشائها جنينا لو كنت أعرف نهايتي ستكون بهذا المشهد القاتم المائل للرمادي لما بدأت بخلط الألوان ولما رسمت تلك اللوحة ابدا.
لو كان لدي أدنى فكرة عن مهزلة العقل البشري وعن تفاهة وخبث ومكر العالم لما فكرت البتة أن اشلح قناعي عن وجهي الحياة ياعزيزي مسرحية وأنا مثلتها بدون قناع.
اتعلم يا هذا أن لا يكون للإنسان منزل يأوى إليه حين يشعر بالضيق حين يريد أن يتلذذ بلحظات الطمأنينة والراحة النفسية ولو لبضع أنفاس.. يراودني شعور غريب حينما أحاول استرجاع الماضي اعيد ذلك الشريط مرة واثنان وثلاثة لكن لازلت لا أعلم من البطل ومن الشرير عادة ماتبنى القصص على خرافات أن البطل شخص خارق طيب يحب الخير لغيره لكن البطل الذي في هذا الشريط كان بطلا لكنه لم يكن طيبا كما في الروايات لعلكم تتسائلون يا سادة لماذا كان بطلا نعم ساحدثكم ياسادة لكن أرجوكم اسمعوني ولا تقاطعوني فهذا البطل لم يقم بأية انجازات لكنني سادهشكم بعديد الخيبات التي خرج منها حيا واجه الغدر النكران الخيانة تكبدى وعانى جميع مشاقات الحياة تعثرى انكسرت ساقه في بعض العثرات أذكر مرة كان يظن نفسه أنه يملك كل شيء وأن الحياة جميلة أنه يعيش في عالم وردي لكن فجاة نهض على صيحة مدوية ارعبته من كثرة صداها وقع من فوق السرير ارتطم وجهه بالأرض تلملما وأسرع ليرى ماسبب هذه الصيحة خرج ليرى ما الأمر وإذا به يرى الناس ملتفة من حوله تفرس في وجوههم إنهم يبكون نحيب صراخ عيون حمر جلابيب سوداء تكسوا اجسادهم ملتفون حول شيء لم يفهم ماذا يحدث دخل في وسط الحشد محاولا صدهم واكتشاف سبب تجمعهم هذا انصدم الفتى لما رأى.
لحظة واحدةً استمعوا أرجوكم لا ترحلوا فالحكاية لازالت لتوها بدأت دعني أخبركم ماذا رأى البطل لقد رأى تابوتا فيه فتى ممددا داخله يرتدي ملحفة بيظاء تتخللها رقعة حمراء أسرع ليرى ماهذ الشيء لمس الملحفة فإذا بشيء لزج أحمر علق بين أصابعه اخذا يتحسسه بين يديه يا إلهي إنها دماء أنه مصاب بخنجر داخل قلبه استدار نحو الجموع ليرى الجميع وكأنهم نسخة من ذلك الفتى كلهم يتخلل قلوبهم خناجر ارتعب من ذلك المشهد الذي رأى يا الهي إنهم يشبهونه وكأنهم واحد كاد البطل يصاب بالجنون كيف يمكن أن يكون كل هؤلاء الناس يشبهونه بينما كان يحاول أن يتجاوز هذا المشهد المرعب وقع في حفرة عميقة كلها طين اندفعت منها افاعي عملاقة سرعان ما التفت حوله ونهشت رأسه…
اه اه اه اه اه اوااا يا إلهي الحمد لله كان حلما..
نهض البطل وجبينه يتصبب عرقا نهض على صوت قرع عنيف أسرع ليفتح الباب..
ليجد فتى يلتقط في أنفاسه الأخيرة وقع بين يديه مغمىً عليه أسرع إلى غرفته ليتصل بالإسعاف أين الهاتف يا إلهي اه أنه تحت وسادتي دخل غرفته ليجد شخصا مستلقيا فوق فراشه سحب الغطاء ليرى من لتنتابه شهقة كادت أن تقتلع قلبه من مكانه بزغت عيونه محمرة من شدة الخوف لقد رأى ذات الفتى ملتفا بالأبيض وصدره يقطر دما أنه ذات الخنجر الذي رآه في الحلم ظن لوهلة أنه كابوس توجه إلى الحمام ليغسل وجهه لعله يفيق من غيه دخل الحمام وقف أمام المرآة فتح الحنفية وألقى يديه تحت الماء شرع يغسل وجهه والماء يتقاطر من على جبينه ألقى نظرة على المرآة سرعان ما لمح خيالا طفيفا وراءه استدارا ليرى ما هو ليجد الفتى يقتلع الخنجر من قلبه ويغرزه بكلتا يديه في قلب الآخر نهض البطل وهو يلهث ككلب في عشية صيفية على دقات قرع الباب.