آهٍ ثمّ آهٍ ثمّ آهًا يا زيتون تونس
زَيتونُ تونس في الأصْقـــــاعِ مشهورُ وفي القرآن مبـــــــــــارَكٌ ومشْكـــــورُ
ثلاثون مَلْيونــــــــــــا أصوله عَــــدَدا حَبّاتُـــــــــــــه بالخيْــر والزّيتِ مَوقورُ
تِلك الحبوبَ خضراءُ في اللّون يـانعَةٌ ثمّ سَوْداء كـلوْن اللّيل مَسْتــــــــــــــورُ
أَكْلا ودُهَنًــــــــا وفي الماضي إضاءةً كما يقولُ خالقُنَــــــــــا فالرَّائي مَبْهـورُ
كُسْبٌ وعَصْف لتغذيـــــــــــــة الجمَلِ فَحْم لطَرْد البرْد في الكانُون مَسْجورُ(1)
تُثْرِيــــــــــــــــــهِ دائِرةٌ لمًّا لعائِلــــــةٍ جَدّانِ زَوْجــــــانِ والأطفال كالدُّورُو(2)
حِكايـــةُ السّيسي وابن السُّلْطان محمّد تجُــــــول في السّمْع والقــــــوْلُ مأثورُ
تــــــازِلَّةٌ في زيْتهــــــــا وقد نضَجَتْ تمتَّعْ وكُــــــلْ فرِزْق الله موفــــــــــورُ
عوْد على بدْءٍ لذِكْــــــر زيْتونِنَـــــــــا أصيخُوا السّمْع فالزّيتون مَوْتـــــــورُ(3)
يُنـــــــــادي الشّعْب الذي فرَّ وألْقى بهِ على التّراب في القِيعـــــــانِ مَنثــــــورُ
تنـــــاسَوْه في الأغْصـــــان كمَن شُنِقَا فيا وَيْلَهمْ منــــــهُ فالقلبُ مقْهـــــــــــورُ
أيْن الرجـــــــالُ أين النّساء أيْنَ شبابُنا عَهْدي لدَيْكــــــم بأنّ الحزْمَ موفـــــــورُ
ماذا دَهاكـــــــمْ عَراكمُ البخلُ والوهَنُ والعَزْم غابَ عنكــــم والسَّعْي مَبتورُ(4)
إنّي اسْتحيْتُ أن أنْضمَّ في صفِّكـــــــمْ أو أن أقـــــــول إنّي دكتورٌ مشهــــــورُ
أقول لكــــــــلّ من رامَ أن يسْمَعَـــــــا قَول الحكيــــــم من الأجدادِ مَذْكـــــــورُ
وْصيِّفْ في العَلالي ينادي يـا سَامعينْ مَنْ باعَنِي خَـاسر من شَراني مَخْفورُ(5)
اجْمعْ وكُــــــلْ وزَكِّ إنَّك رابِــــــــــحٌ مَحبوبٌ أيضـــــــــا وفالحٌ وَمشكــــــورُ
بقلم : البشير عبيد
1- الكُسْب نُسمِّيه بصفاقس فَيْتورة
– العَصْف : ما يتساقط من سنابل القمح بعد دَرْسِه ونسمّيه سفاف
2- الدُّورُو : خمسة دنانير فالأطفال في حلقة حول الحاكي زمن الشّتاء
3 – الموتور : الغضبان نتيجة التهاون في جمعه
4 – الوهَن : شدّة الخوف والضّعف واللامبالاة للعمل
5 – مَخْفُور : اسم مفعول من خَفَر أي حرس فصاحب الزّيتون يجني منه الزيت ويبيع ما يزيد عن حاجته فيطمئِنّ من جهة المصروف