لقاحات كورونا.. بماذا تتشابه وبماذا تختلف؟
بدأ العلماء في جميع أنحاء العالم، مع ظهور جائحة كورونا، سباقاً علمياً محموماً لتطوير جرعة لقاح تحمي الناس من هذا الفيروس الخطير، وقد توصلت المختبرات في النهاية وبعد مراحل من التجارب السريرية، أجريت على الحيوان ثم الإنسان، إلى عدد من اللقاحات، كان أهمها ثلاثة من اللقاحات التي اعتمدتها بريطانيا وأمريكا وكثير من الدول الأوروبية وهي: “أكسفورد – أسترازينيكا”، و”بيونتيك- فايزر” و”موديرنا”. وقد أعلنتها الجهات الصحية كواحدة من السبل الرئيسية لإيقاف انتشار الجائحة، مع عدم التوقف عن استخدام الكمامات، والمحافظة على مسافة من التباعد الاجتماعي.
تعرّفي في الآتي على خصائص اللقاحات الثلاثة:
• لقاح أكسفورد – أسترازينيكا Oxford/AstraZeneca
تم إعطاء أول جرعة من هذا اللقاح في بريطانيا في 4 يناير/كانون الثاني من عام 2021، ويعتمد اللقاح على استخدام نسخة ضعيفة وغير ضارّة من فيروس يسبب نزلات البرد في الشمبانزي، بعد أن تمَّ تعديله. وقد سبق أن استخدم الباحثون هذه التقنية لإنتاج لقاحات ضدّ عدد من مسببات الأمراض الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا وزيكا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وقد ثبتت فاعلية هذا اللقاح بنسبة 62% عندما يؤخذ بجرعتين، ولكن عندما أُعطي الأشخاص نصف جرعة متبوعة بجرعة كاملة بعد شهر على الأقل، فإنَّ الفاعلية قد ارتفعت إلى 90%.
• لقاح بيونتيك- فايزر Biontech/Pfizer
هو أول لقاح تمت الموافقة عليه في بريطانيا، حيث وجدت البيانات النهائية أنه يوفر حماية بنسبة 95 % ضد الفيروس بعد جرعتين، كما أثبت أيضاً فاعليته بنسبة 94% بين المتقدمين في السن فوق سن 65 عاماً، وهم الفئة الأكثر ضعفاً في مقاومة الفيروس، حيث توفرالجرعة الأولى حماية بنسبة 52%، ثم تأتي الجرعة الثانية بعد 12 يوماً لتمنح الجسم حماية شبه كاملة. وقد تمَّ اختبار اللقاح على 43500 شخص في ستة بلدان، ولم تظهر أية مخاوف تتعلق بالسلامة.
• لقاح موديرنا Moderna
كان هدف هذا اللقاح الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمَّ تطويره بمساعدة المعاهد الوطنية للصحة الممولة اتحادياً ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، وقد أثبتت التجارب السريرية التي أجريت على أكثر من 30 ألف شخص فاعلية هذا اللقاح بنسبة تصل إلى 94.5%، وتشير البيانات إلى أنه فعّال لدى جميع الفئات العمرية، بما في ذلك كبار السن ودون أية مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة.
ما هي أوجه الشبه بين اللقاحات الثلاثة؟
تتطلب جميع هذه اللقاحات جرعتين، ويمكن تناول الجرعة الثانية لكل من لقاحي فايزر وأكسفورد خلال مدة تصل إلى 12 أسبوعاً بعد الجرعة الأولى، ويمكن للحوامل أو المرضعات أخذ أي من هذه اللقاحات الثلاثة المعتمدة في بريطانيا، ولكن يوصى باستشارة الطبيب أولاً، كما أنّ هذه اللقاحات الثلاثة غير مناسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه أي مكوّن يدخل في تركيب هذه اللقاحات، ولكن يمكن للأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من الحساسية أن يأخذوا اللقاحات بأمان، وفقاً لهيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا، والتي بحثت في أدلة من خلال دراسة حالات مئات الآلاف من الأشخاص الذين تمَّ تطعيمهم حتى الآن.
بماذا تختلف اللقاحات الثلاثة؟
1. أول الاختلافات الرئيسية بين اللقاحات الثلاثة هو كيفية تخزينها ونقلها، حيث يحتاج لقاح فايزر إلى درجة حرارة تصل إلى أكثر من 70 درجة مئوية تحت الصفر؛ كي يبقى محتفظاً بفاعليته قبل استخدامه. وقد طورت الشركة المنتجة عبوات خاصة للحفاظ على الجرعات باردة بالثلج الجاف، بحيث يمكن تخزينها لمدة 10 أيام بدون مجمدات. أما لقاح موديرنا فهو أسهل في الحفظ والنقل، ويستمر في الحفاظ على فاعليته لمدة تصل إلى 30 يوماً في الثلاجات المنزلية، وإلى 12 ساعة في درجة حرارة الغرفة، ولكن يبقى لقاح أكسفورد – أسترازينيكا هو الأسهل في الشحن والتخزين، ويمكن إرساله إلى مراكز التطعيم في شاحنات مبردة أو صناديق تبريد محمية من الضوء وتخزينها في ثلاجة لقاح خاصة بين 2-8 درجات مئوية.
2. تتباين أسعار كل من اللقاحات الثلاثة بشكل كبير، وفيما يبلغ سعر الجرعة الواحدة من لقاح موديرنا 38 دولاراً، فإنَّ تكلفة لقاح فايزر لا تتعدى 20 دولاراً، ولكن يبقى لقاح أكسفورد- أسترازينيكا هو الأرخص بكثير، حيث تقول الشركة المصنّعة إنه لا يتعدى سعر فنجان القهوة في أي مقهى شعبي! وهي محقة بذلك؛ لأنَّ تكلفته لا تتعدى الدولارين وبضعة سنتات، وأكدت أنها لن تبيعه من أجل الربح، لذا فهو متاح لجميع البلدان، بغض النظر عن حجم اقتصادها.
هل تغطي اللقاحات السلالات الجديدة من فيروس كورونا؟
بعد ظهور السلالات الجديدة والمتطورة من الفيروس في الأسابيع الأخيرة، ومنها الطفرتان الرئيسيتان لفيروس كورونا المستجد البريطانية والجنوب إفريقية، فقد أعلنت الشركات المصنّعة لهذه اللقاحات الثلاثة في بيانات رسمية عن احتفاظ لقاحاتها بالجزء الأكبر من فاعليتها ضدّ هذه السلالات، مع وجود فوارق طفيفة لن تؤدي على الأرجح إلى انخفاض فاعلية اللقاح.