حوار مع الدكتور الهادي لطيف حول : كورونا زمن الحجر الصحي الموجّه
كورونا فيروس اجتاح العالم بأسره وهدد الانسان في جل أنحاء المعمورة فألزم الناس بيوتهم وشل الحركة الاقتصادية وتسبب في وفاة الآلاف من البشر.
اليوم بدأت الغمة تنجلي تدريجيا لتعود الحياة الى نشاطها المعهود لكن بكل حذر حتى لا تحصل الكارثة الناتجة عن تهور الأفراد وعدم احترامهم للحجر الصحي الموجه.
حول هذا الموضوع أجرينا حوارنا التالي مع الدكتور الهادي لطيف طبيب عام وناشط بالجمعيات الطبية وعمادة الأطباء.
– أين نحن اليوم من تفشي فيروس كورونا ؟
تونس تمرّ كسائر دول العالم بجائحة كورونا وبصفتي طبيب مباشر بالعيادة أو بحصة الاستمرار بقسم الاستعجالي
” واكبنا تطور الحالة وسرعة العدوى وما تشكله من خطر على حياة الانسان لذلك من الضروري وعي SAMU 04″
المواطن بدوره في الوقاية من هذا الوباء خاصة واننا اليوم انتقلنا الى مرحلة الحجر الصحي الموجه مما يجعلنا نؤكد على كل فرد أن يعمل بكل جهده عل الحفاظ على سلامته وسلامة أسرته وأحبائه لأن الوباء لم ينته بعد والعدوى ممكنة في كل حين.
– لو نذكر بأهم علامات كورونا وكيف نتصرف عند ملاحظة أي علامة ؟
أبرز علامات الاصابة بفيروس كورونا : الكحة – ضيق التنفس – ارتفاع درجة حرارة الجسم – التقيؤ – الاسهال
عند ملاحظة التعكرات الصحية يجب أن نعرف أين نتوجه اذ أن هناك ثلاث وجهات يمكن أن يقصد المواطن احداها وهذه النقاط هي : 190 – طبيب العائلة – المستشفى ويكون التوجه حسب الحالة وسنوضح ذلك فيما يلي :
-1- عند وجود ضيق التنفس نطلب 190
-2- اذا ارتفعت درجة حرارة الجسم وأصيب الانسان بالكحة يطلب طبيبه ويكون له موعد مسبق
-3- عند الشك في ان المواطن قد قابل شخصًا حالته ايجابية أي مصاب بالكورونا عليه هنا الاتجاه للمستشفى
أما في ما يتعلق بالوضع الوبائي ببلادنا فهو الى حدّ الآن مطمئن نوعا ما…لقد تجاوزنا المرحلة الخطيرة خلال الحجر الصحي التام والآن انتقلنا الى مرحلة ثانية : الحجر الصحي الموجه والوضع تحت السيطرة لذا وجب الحذر وكل الحذر حتى لا تداهمنا أخطار كبيرة نعجز عن مواجهتها هذا اذا ما كان هناك استهتار من بعض الأفراد بصحتهم وعدم احترامهم للوقاية وما تتطلبه من شروط أساسية لضمان السلامة
وهنا نوجّه عدّة رسائل ونعمل على وعي المواطن فلابدّ من التباعد وحفظ مسافة تتراوح بين متر ومترين والمقصود هنا التباعد بين الأشخاص فحفظ هذه المسافة ضروري خاصة في وسائل النقل – كذلك نذكر بما يلي :
*نعمل على غسل اليدين ونحرص على النظافة
*بالادارات يجب احترام الشروط الوقائية واحترام الأوقات
*نذكر بأهمية وضع الكمامة التي تساهم في الحماية من العدوى بنسبة 80 %
*من يشعر أن لديه كحة أو ارتفاع درجة حرارة الجسم عليه أن يتصل بالطبيب ولا يختلط بغيره حتى يقع التثبت من حالته علما وأنه عند وجود المرض يكون الخضوع الى العلاج أفضل شيء لكل فرد لينقذ حياته وحياة غيره
*نؤكد على أن آبائنا وأمهاتنا الكبار عليهم بالبقاء بالمنزل لحمايتهم من العدوى وكذلك الأطفال الذين هم دون سن الخامسة عشرة ونفس النصيحة نوجهها للمرأة الحامل وكل من لديه أمراض مزمنة عليهم بالحجر التام.
*هذه الرسائل لو نطبقها نتجاوز المرحلة الخطيرة
– رسالة أيضا الى زملائنا الأطباء لاستعمال وسائل الحماية المطلوبة ونؤكد على حماية الكاتبة فهي تستقبل المرضى كما نحرص على العمل بالمواعيد المسبقة ففي أقصى الحالات يوجد شخصان فقط بالعيادة
– نعمل على سلطات الاشراف لتعاون الأطباء بالمعدّات اللازمة للوقاية لأن تكلفتها باهضة فالبدلة ثمنها 70 دينار ويقع تغييرها بعد كل فحص وبالتالي الأمر مكلف ماديا ويصعب على الطبيب تحمله لذلك نلاحظ أن بعض العيادات لم تفتح بعد.
– نعول أيضا على المصحات الخاصة ليكونوا معنا في مواجهة هذه الجائحة
– ندعو سلطات الاشراف الى فتح ملتقى رقمي كما هو في العالم والهدف منه مجابهة المرحلة القادمة للخروج برؤية واضحة للاطار الطبي فيما يخص مدة الحجر الصحي ومراحل الخروج منه ويتم تشريك كل الأطراف المتداخلة من جمعيات طبية ونقابات وغيرها فهذه التشاركية الديمقراطية تمكن من تقديم عديد الفوائد
ختاما : نتمنى الصحة للجميع وبالصبر واحترام الشروط الصحية تمر بإذن الله الأزمة وننتصر على الوباء.
آمال الكراي