“حدائق معلقة” في دجبة تواجه شحّ المياه بنظام زراعي فريد
على ارتفاع 700 متر عن سطح البحر، شمال غرب تونس، تنتشر في بلدة دجبّة الجبلية آلاف أشجار التين في «حدائق معلّقة»، مدرجة ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، وتعد نموذجاً «قادراً على الصمود»، في ظل شحّ المياه الذي تعانيه البلاد والمنطقة.
بفضل «نظامها الزراعي الفريد»، وفق وصف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، تحافظ دجبّة على خضرتها رغم تضاؤل سقوط الأمطار وارتفاع الحرارة.
وكان جويلية الماضي الأشد حرارة في تونس منذ 1950، وفق المعهد الوطني للرصد الجوي. ولم تتجاوز نسبة امتلاء سدود البلاد 34% في نهاية أوت، وفق معطيات وزارة الزراعة.
وفي أعلى الجبل حيث يقام «مهرجان التين» السنوي في يوليو، أشارت الناشطة المحلية، فريدة دجبّي (65 عاماً)، إلى ثراء الحدائق التي تتضمن «التين وإلى جانبه أشجار أخرى، مثل: السفرجل والزيتون والرمان وتزرع تحتها مجموعة واسعة من الخضراوات والبقوليات».
وتسقى الحدائق بالماء الذي يتدفق من منابع في أعلى الجبل إلى قنوات تقليدية تمتد عبر المزارع، ويتداول المزارعون الريّ عبر فتح القنوات وغلقها لساعات محدّدة، بموجب نظام تقاسم يقوم على حجم كل حديقة وعدد أشجارها.
وتبرز خصوصية المنطقة في قسمها الشاهق الذي يمتد على نحو 300 هكتار، أي في دجبّة العليا التي أدرجتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) عام 2020 على لائحة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، التي تشمل 67 نظاماً من 22 بلداً.
وفي المنحدرات، توجد «الحدائق المعلّقة» المثبّتة بمدرجات تشكّلت طبيعياً أو بناها المزارعون من الأحجار الجافة وتفصل بين الحدائق، وتعد «مثالاً على الزراعة الحرجية المبتكرة»، وفق تقرير لـ«فاو» صدر إثر إدراجها المنطقة على لائحتها.
ويشير تقرير مطوّل حول المنطقة وضعه خبراء عام 2020 بدعم من «فاو» ووزارة البيئة التونسية إلى أن إنشاء الحدائق «يطلّب جهداً كبيراً»، من أجل «ترويض الطبيعة القاسية» بسبب «التضاريس غير المستوية والتربة الصخرية غير العميقة».