يحوّلون مخزنا مهملا بمعهد إلى فضاء آمن يحمي التلاميذ من مخاطر البقاء بالشارع
بادرت جمعية قدماء معهد نهج الباشا الى تحويل قبو المعهد من مخزن لحفظ التجهيزات القديمة والخرداوات إلى فضاء للأنشطة الثقافية ومكتبة لفائدة التلاميذ.
ويأتي مشروع جمعية قدماء معهد نهج الباشا في ظل حاجة التلاميذ في المعاهد إلى قاعات تجمعهم خلال ساعات الفراغ خلال اليوم الدراسي وتكون فضاء يمارسون فيه بعض الهوايات، خاصة في ظل تعدد المخاطر المسجلة في المحيط المدرسي الذي أصبح غير آمن وفق ما أكدته العديد من الدراسات .
فكرة المشروع
وقالت رئيسة الجمعية نائلة بن ناجي، في تصريح لـ”وات”، إن فكرة هذا المشروع تعود إلى أكثر من أربع سنوات، بيد انه تعطل، خاصة، بسبب عدم توفر الموارد المالية إلى جانب أزمة الكوفيد، ورغم تحمس كل المسؤولين الذين مروا على المعهد لإنجاز هذا الفضاء واستعداد التلاميذ أنفسهم للمساعدة في تجهيزه.
وتستحث الجمعية الخطى للانتهاء من أشغال هذا المشروع فعليا خلال الأسابيع القليلة القادمة ليتحول القبو إلى فضاء يحتضن العديد من الأنشطة الثقافية مثل الرسم والموسيقى والمسرح والرسم على الجدران إلى جانب تجهيز مكتبة للراغبين في المطالعة والقيام بالبحوث أو لاستغلال ساعات الفراغ من اليوم الدراسي للمراجعة أو للقيام بالواجب المدرسي.
وقد سعت الجمعية، بعد الحصول على الترخيص من وزارة التربية للقيام بالمشروع، الى توفير التمويل بوسائلها الخاصة والمحدودة والتي تتحصل عليها، وفق نائلة بن ناجي، من خلال الأنشطة التي تنظمها والتبرعات التي يقدمها المنخرطون والداعمون لنشاط الجمعية .
قيمة المشروع
وتقدر قيمة الأشغال التي شملت تجديد الجدران وتأمين النوافذ والأبواب لحماية التلاميذ وتوفير الطاولات والكراسي وبقية التجهيزات اللازمة لهذا الفضاء، بما يقارب 30 ألف دينار وفرتها الجمعية دون تمويل من أي جهة رسمية. وأكدت رئيسة الجمعية تحمس التلاميذ لهذا المشروع ومساهمتهم الطوعية في إنجازه من خلال المساعدة في طلاء الطاولات والجدران والرسم على الحائط وحرصهم الشديد على استكماله واستغلاله في أقرب الآجال.
من أول المؤسسات التربوية
ويكتسي معهد نهج الباشا طابعا خاصا بالنظر إلى تاريخه و موقعه في قلب مدينة تونس العتيقة، إذ يعود تشييده إلى سنة 1911 وهو من أول المؤسسات التربوية المخصصة للبنات في البلاد.
واصبح في سنة 1945 مدرسة إعدادية ثم تحول إلى معهد ثانوي للبنات وأخيرا إلى معهد مختلط في التسعينات، وفي سنة 2001 تم تصنيف المعهد كمعلم تاريخي.
وتقوم جمعية قدماء معهد نهج الباشا بالعديد من الأنشطة الثقافية الاجتماعية من بينها تقديم المساعدات للتلاميذ في بداية السنة الدراسية بالعاصمة وبالعديد من الجهات مثل بن عروس وزغوان وسجنان الى جانب المساهمة في إيصال الماء الصالح للشرب في أرياف مثل جبل الشعرة من ولاية باجة و الناظور من ولاية زغوان .
وتنظم الجمعية نوادي للقراءة وللسينما وكذلك ندوات حول مختلف المواضيع الاجتماعية والصحية والاقتصادية وأنشطة ثقافية متنوعة على غرار زيارة العديد من الجهات الداخلية. كما تحتفي الجمعية سنويا بالتلاميذ المتميزين بمعهد نهج الباشا وعدد من المعاهد التي تقدم لها المساعدات، وتكرمهم من خلال تنظيم احتفال يتم خلاله توزيع الجوائز للتلاميذ المتفوقين أصحاب المراتب الأولى.