تونس: مسابقة وطنية في الخط العربي
في اطار توجّهها نحو مزيد رعاية الفاعلين الثقافيين تكوينا وتأطيرا تفاعليا باعتبارهم النواة الأساسية وفي مقدّمة الصفوف الاولى للتواصل المباشر مع روّاد المؤسسات الثقافية خاصة من الاطفال واليافعين والشباب وضمن البرنامج الوطني للإصلاحات ذات الصلة بالبرامج الإبداعية والفنية وتطوير المضامين صلب المؤسسات العمومية للعمل الثقافي في مختلف المجالات الإبداعية على تنوّعها أعدت الإدارة العامة للعمل الثقافي بوزارة الشؤون الثقافية برنامجا سنويا لفائدة المنشطين الثقافيين بمختلف مؤسساتها وبما يهدف إلى الارتقاء بالمشهد الثقافي
وقد انطلقت الادارة العامة للعمل الثقافي في تنفيذ مخططها الاستراتيجي سالف الذكر من خلال تنظيمها و في إطار البرنامج الوطني “حوارات وطنية”وبمساهمة المؤسسة التونسية لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة وبالشراكة مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية،القيروان،سوسة والمنستير يوم 4 جويلية الجاري بمدينة المنستير وتحت شعار”بادر… وتيقن أنك ستنجح”لفعاليات ملتقى اقليمي لمنشطي دور الثقافة بكل من جهات المهدية،سوسة،المنستير والقيروان حيث استفاد من هذه البادرة حوالي 200 منشط ثقافي من الولايات سالفة الذكر ومن خلال العديد من المحاور التي تضمنتها فقرات هذا الملتقى والمتعلقة بدور المنشط باعتباره حاملا لمشروع ثقافي إبداعي انطلاقا من الفكرة إلى الرؤية وصولا إلى الأهداف وآليات تنفيذ المشاريع ليتوصل إلى رسم النتائج المرتقبة وتقييم الأداء وانعكاساتها على المتلقي وهو ما من شأنه أن يرفع أداء المنشط ويعزز فرص نجاحه وتطوير قدراته وتوسيع شبكة علاقاته وعلى ان يتم تعميم هذه التجربة لتشمل ما يناهز 1000 منشط من مختلف ولايات الجمهورية ووفق رزنامة منظّمة حيث سيجوب هذا الملتقى عدة اقاليم بجهات البلاد ليستهدف كل منشّطي النوادي بدور الثقافة من برنامجه وبما ينصهر ضمن السعي إلى متابعة تنفيذ برنامج وزارة الشؤون الثقافية الخاص بتأهيل المؤسسات الثقافية العمومية لا من حيث البنية الاساسية والتجهيزات فقط بل من حيث تكوين وتأطير الفاعلين فيها من منشطي النوادي وبما يهدف كما أكّدت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي في أكثر من مناسبة الى تأهيل الاطار التنشيطي لتمكينه من آليات تأثيث المؤسسات الثقافية العمومية ببرامج ثقافية هادفة توظف التكنولوجيات الرقمية الحديثة وتعزّز الوعي بأهمية الذكاء الاصطناعي ودور الثقافة الرقمية في تطوير مؤشرات التنمية الاقتصادية الوطنية خصوصا أن تطوير المضامين الثقافية لهذه المؤسسات والبحث عن سبل مختلفة لوضع نوعية جادة للطرح الثقافي والحوار الإبداعي من شأنها أن تساهم في استقطاب الاطفال والناشئة وبناء مجتمع مثقف ومتوازن.
ولأن المركبات الثقافيّة ودور الثقافة تمثل إحدى الآليات الأساسيّة لنشر الثقافة وبناء الإنسان فكريا وفنيا حيث تكرّس ذلك باعتبارها حاضنة فنية إبداعية للتظاهرات الثقافية التي تساهم بشكل فعّال في تنمية القدرات وإتاحة الفرص أمام روّادها للابتكار والمبادرة تنظم الإدارة العامة للعمل الثقافي بالتعاون مع المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر ودار الثقافة ابن خلدون المغاربية المسابقة الوطنية في الخط العربي تحت شعار”الإبداع…بين الحرف واللون” وذلك يوم 7 جويلية الجاري بين فضاءات داري الثقافة ابن خلدون و ابن رشيق والفضاء المفتوح بشارع الحبيب بورقيبة وبمشاركة 48 شخصا من بين منخرطي ورواد نوادي الإختصاص والمولعين بالخط العربي بالمركبات الثقافية ودور الثقافة الى جانب جمهور وعشّاق الخط العربي حيث ستعرض فيها مجموعة من الأعمال الفنية لما يقارب 42 شاب وشابة من رواد المؤسسات الثقافية كما ستشهد هذه التظاهرة تدشين معرض الخط العربي لمنتجات رواد نوادي الاختصاص في المؤسسات الثقافية الى جانب تنظيم فقرات إبداعية أخرى على غرار عرض أزياء ابتكاري مستوحى من الحروف العربية ويتميز بلمسة إبداعية للفنانة التشكيلية ليلى السلماوي،كما سيتم تقديم عرض مرئي مميز لعمل فني يتضمن رسم الحروف والقصائد على الرمال وذلك بهدف إبراز جمالية الخط العربي والمهارات المتقنة التي يتمتع بها الفنان علي اليحياوي في التصور الفني، وما سيعكسه هذا العرض من حرفية للفنان حبيب الغرابي و قدرته على توظيف هذا الفن بما يتماشى مع حاجيات الراهن من زخرفة البيوت وتصميم الملابس وكل ما له علاقة بحياة الانسان اليومية من روح الحرفة الإبداعية والفنية كما سيشكل هذا اللقاء فرصة للتسويق وحافزا للاستثمار في المجال الفني واقتحام سوق الشغل للراغبين في تطوير مشاريعهم.
يذكر ان الاهتمام بنوادي الخط العربي يأتي تجسيما لتوصيات رئيس الجمهورية الاستاذ قيس سعيّد خلال لقائه يوم 1 مارس الماضي بقصر قرطاج الاستاذة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية حيث تطرق اللقاء إلى مشروع إنشاء نوادي للخط العربي في المؤسسات الثقافية والمدارس والمعاهد بالتعاون مع وزارة التربية حتى لا يبقى الخط العربي فنّا يقتصر على عدد محدود من الخطاطين وحتى ينتشر الاهتمام بالخطّ لدى الناشئة خاصة في ظلّ انتشار الآلات الحديثة للكتابة ذلك ان الآلة كما قال رئيس الجمهورية يومها لا يمكن إطلاقا أن تعوّض الإنسان كما أوصى في اللقاء ذاته باعادة اشعاع الخط العربي إشعاعه كفنّ وكجزء من الحضارة العربية الإسلامية مشيرا إلى أن بعث مركز عربي للخط العربي سيساهم أيضا في السياحة الثقافية وفي الحفاظ على موروثنا الثقافي الوطني إلى جانب أنه سيكون قبلة لكلّ من يهتم بالثقافات الأخرى.
وفي الاطار ذاته يندرج الاهتمام بنوادي الاختصاص بالمركبات الثقافية ودور الثقافة والتي ذكّر رئيس الجمهورية في اللقاء ذاته بدورها الكبير خاصة في السنوات الستين في النهوض بالفكر وبالذوق السليم معتبرا أنه “بدون ثقافة وطنية تستلهم من تاريخها وتتفاعل مع الثقافات الأخرى تفقد الشعوب ذاتها أو على العكس تنغلق على ذاتها فلا تؤثر في سائر الحضارات الأخرى”
منصف كريمي