3 وفيات في 5 أيام … ما علاقة لقاح كورونا بوفاة لاعبي كرة القدم
فجعت كرة القدم العالمية خلال الأيام الخمسة الأخيرة ثلاث مرات بوفاة لاعبين إثر إصابتهم بسكتة قلبية. في سابقة، من حيث التزامن، تشد الانتباه إلى أمراض القلب التي تهدد حياة ممارسي تلك الرياضة، كما فتحت أبواب نظريات مؤامرة تربط ما وقع بلقاح كوفيد-19.
شهدت ملاعب كرة القدم العالمية خلال الأيام الخمسة الأخيرة وفاة ثلاث لاعبين لإصابتهم بسكتة قلبية. كان أولهم الكرواتي مارين كاتشيتش، مدافع نادي “NK Nehaj Sinj” ذو الـ23 عاماً. الذي فارق الحياة بعد ثلاثة أيام من إصابته بأزمة قلبية أثناء التدريبات.
وأعلن النادي الكرواتي عن وفاة مدافعه يوم الخميس 23 ديسمبر، بعد ثلاثة أيام قضاها غائباً عن الوعي. قبل أن ينعيه زملاؤه السابقين بنشر صوره على صفحاتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، مرفقينها بعبارات مثل “ستظل دائماً في قلوبنا”.
في حادث مماثل، سقط لاعب نادي مسقط العماني، مخلد الرقادي، على أرضية الملعب إثر نوبة قلبية حادة أصابته أثناء حصة الإحماء قبيل مباراة ناديه ضد فريق السويق في الجولة السادسة للبطولة المحلية. لتؤكد بعدها وكالة الأنباء العمانية وفاة اللاعب مخلد الرقادي بعد نقله إلى المستشفى إثر سقوطه أثناء الإحماء.
ضحية أخرى شهدتها ملاعب كرة القدم، هذه المرة الأمر يتعلق باللاعب سفيان لوكار، الذي فارق الحياة أثناء مباراة فريقه مولودية سعيدة ضد الاتحاد الوهراني بدوري الدرجة الثالثة الجزائري. وأوضحت الرابطة الجزائرية للعبة في بيان نشرته على موقعها الرسمي بأن “اللاعب توفي على ملعب الحبيب بوعقل في الدقيقة 25 من المباراة إثر سقوط مفاجئ على الرأس بعد لعبة هوائية مع حارسه”.
وكشف مدير نادي مولودية سعيدة، مرسلي العربي، أن “الراحل مؤهل من رابطة الثاني هواة بملف طبي، وفي لقاء (لازمو)، كان كل شيء على أحسن ما يرام، قبل أن يسقط بمفرده في الملعب، بلا أي احتكاك مع لاعبي الخصم”. هذا وتناقلت عدة صفحات إعلامية صور لاعبي فريق مولودية سعيدة وهم منهارين داخل غرفة الملابس بعد سماعهم خبر وفاة زميلهم.
ما سر تكاثر الأزمات القلبية لدى لاعبي كرة القدم؟
يمكن لتزامن هذه الحوادث الثلاثة خلال هذه الفترة الوجيزة، مع ما شهدته السنة من سقطات مماثلة للاعبين إثر تعرضهم لأزمات قلبية على رقعة الملعب، أشهرهم الدنماركي كريستيان إيريكس ومهاجم “شريف تياسبول” أداما تراوري، أن تعطي انطباعاً بتكاثر حدوث هذه الحالات عند لاعبي كرة القدم.
انطباع تنفيه الدراسات الإحصائية الطبية، إذ تقر أبحاث بريطانية في هذا الشأن بأن سبعة من 100 ألف لاعب تعرضوا لأزمات قلبية أثناء لعبهم في الدوري الإنجليزي. نتائج علق عليها بروفيسور أمراض القلب بجامعة لندن، سانجاي شارما، بأنه “علينا أن نعي حقيقة بأن نسب الوفيات بسبب الأزمات القلبية لدى لاعبي كرة القدم مرتفعة عما كنا نظن في السابق، لكنها تبقى نادرة الحدوث”.
فيما عن أسباب هذه الإصابات، قالت الدكتورة أمل لويس، دكتورة الأمراض القلبية بالمستشفى التخصصي الكندي بدبي، إن “إصابة الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة عالية، ويتبعون أسلوب حياة صحياً ونشطاً، بالسكتات القلبية غالباً ما يكون سببها المجهود البدني، فإذا كان القلب لديه القدرة على مستوى معين من المجهود، والرياضي أو الرياضية يجهده باستمرار، فإن فرص زيادة سماكة عضلة القلب تكون أعلى وبالتالي مخاطر حدوث السكتة”.
وهناك كذلك عوامل وراثية، كالتشوهات على مستوى عضلة القلب، يمكنها أن تؤدي إلى حدوث ذلك. بينما تزامن ذلك في وقت معين يبقى محض الصدفة القدرية بحسب المختصين في المجال. بالمقابل يؤكدون على ضرورة إجراء فحوصات دورية للاعبين لاستباق وقوع الأزمات القلبية، و تجهيز الملاعب بوسائل الإنعاش، خاصة جهاز تنظيم النبض بالصدمات الكهربائية “Defibrillator”، وتوفر الفرق على طواقم طبية ذات كفاءة لتفادي ضياع أرواح اللاعبين في حال إصابتهم بها.