قطعة تراثية نادرة تعود إلى تسمانيا بعد 230 عاماً
طيران الإمارات نقلت “الركوة” من باريس إلى أستراليا
عادت قطعة تراثية من أدوات السكان الأصليين في جزيرة تسمانيا الأسترالية إلى البلاد بعد 230 عاماً في الخارج. والتحفة النادرة عبارة عن “ركوة” مياه مصنوعة من أعشاب البحر. وبعد أن جرى تحديد مصدرها في عام 2019 في “متحف دو كاي برانلي- جاك شيراك”، نقلت إلى موطنها الأصلي كإعارة من المتحف الباريسي، لتعرض الآن، ولمدة عامين، في متحف وغاليري الفنون التسماني TMAG.
وصنعت الركوة في أواخر القرن الثامن عشر من أعشاب البحر وأعواد خشبية وأربطة ألياف النباتية، واستخدم السكان الأصليون هذه الأدوات لنقل وحفظ المياه. وقد عُثر عليها بالقرب من خليج “ريشيرش Recherche” في عام 1792 من قبل بعثة “بروني Bruni” الاستكشافية الفرنسية. وتعود سجلات وجودها في مجموعة خاصة إلى عشرينيات القرن التاسع عشر عندما وضع رسم لها في كتيب مصور. ودخلت بعد ذلك ضمن المجموعات العامة الفرنسية، وعُرضت في متحف اللوفر بمعلومات غير صحيحة فيما يتعلق بموادها وبلد المنشأ على مر السنين، لينتهي بها الأمر في غير محلها ضمن مختلف مجموعات المتحف في باريس.
وفي عام 2019، أعيد اكتشاف هذه الركوة، التي كانت معروضة بشكل خاطئ ضمن المجموعة الأفريقية في “متحف دو كاي برانلي- جاك شيراك” الباريسي.
وبصفتها راعياً لمتحف وغاليري الفنون التسماني TMAG، نقلت طيران الإمارات الركوة النادرة والقيمة، بإشراف خبراء من المتحف الباريسي، من مطار باريس شارل ديغول، عبر مطار دبي الدولي، ومن ثم إلى ملبورن في أستراليا. وواصلت طريقها في رحلة الرمز المشترك مع كانتاس إلى مطار هوبارت بجزيرة تسمانيا.
وخضعت الركوة قبل مغادرة باريس لفحص “تقرير حالة”، وهو تقييم مادي مفصل لحالة الجسم، قبل وضعها في علبة مصممة خصيصاً ومضبوطة المناخ للرحلة. وواصل القيمون الذين رافقوا الركوة إجراء عمليات فحص طوال الرحلة وعند الحدود للتأكد من حالتها. ونسقوا طوال الرحلة مع طاقم طيران الإمارات في المقصورة للمساعدة. وعند الوصول إلى تسمانيا، خضعت الركوة مرة أخرى لتقرير حالة معقد، أكد أنها لم تتعرض لأي تلفيات، قبل أن توضع في صندوق عرض مصمم خصيصاً لهذا الغرض.
وتتمتع طيران الإمارات بخبرات واسعة في نقل الأشياء والمقتنيات الثمينة على متن الطائرة، بما في ذلك الكؤوس الرياضية، مثل كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس Web Ellis في الجولف وكأس العالم للكريكيت ICC، بالإضافة إلى قطع أثرية تاريخية أخرى، ونقلها عبر العالم بعناية تامة.
وتقدّمت ماري مولكاي، مديرة المتحف التسماني بالشكر لطيران الإمارات. وقالت: “تكلفة نقل مقتنيات المتاحف دولياً باهظة بسبب الخدمات اللوجستية المتضمنة، وقد تأثر ذلك أيضاً بالأحداث العالمية الأخيرة، مثل الجائحة وارتفاع تكلفة الوقود. لذلك نحن ممتنون للغاية لطيران الإمارات على مساعدتها التي سمحت لنا بإعادة الركوة إلى موطنها الأصلي”.
وتسيّر طيران الإمارات رحلاتها إلى أستراليا منذ عام 1996، وقد نقلت منذ ذلك الحين أكثر من 40 مليون مسافر من وإلى مختلف وجهاتها في تلك الدولة. وتدعم الناقلة على مدى سنوات طوال مؤسسات ثقافية ورياضية في أستراليا، حيث استثمرت أكثر من 100 مليون دولار في مبادرات شملت رعاية أوركسترا سيدني السيمفونية وأوركسترا ملبورن السيمفونية.