حياة هنيد …قصة نجاح و كفاح
حوار خاص مع أول امرأة تونسية و عربية تقود الحافلة
” نساء بلادي ..نساء و نصف ”
حياة هنيد ..التحدي
حياة هنيد امرأة أصيلة مدينة جرجيس من ولاية مدنين هي أول امرأة تونسية و عربية تقود الحافلة منذ 38 سنة ، كان إلتحاقها بالشركة الجهوية للنقل بمدنين سنة 1981 تحديا كبيرا راهنت من خلاله حياة على أحقية المرأة في العمل و اهتمامها بضرورة افتكاك المرأة لحقها في العمل و إشتغالها بمناصب كانت آنذاك حكرا على الرجل ..و قد شكّلت زيارتها القصيرة لفرنسا بعد وفاة والدها نقطة فارقة في قائمة خياراتها تأثرت هناك بالنساء الفرنسيات اللائي خرجن للعمل و خاصة منهن اللاتي يقدن الحافلات ..حيث اختارت أن تعلّق كلّ آمالها بتلك المهنة و تحاول افتكاك حقها في وقت كان فيه خروج المرأة للعمل أمرا محرّما خاصة في الجنوب التونسي لكنها اختارت أن تتحدى العادات و القيم السائدة أنذاك و تحاول تحقيق حلمها في قيادة الحافلة ..
عندما عادت حياة إلى تونس استطاعت بسهولة أن تحصل على شهادة سياقة الحافلة و تتقدم بطلب عمل للشركة الجهوية للنقل بمدنين أين تم تعيينها سنة 1981 لتصبح حياة أول امرأة تونسية و عربية تظفر بهذه المهنة .
قصتها بدأت بعد وفاة والدها في سن مبكرة و قد وجدت نفسها المعيل الأول لعائلتها بحكم أنها الكبرى بين اخوتها ، لتنهي دراستها بتفوّق و تتحصّل بعد ذلك على رخصة السياقة للحافلة ثم توجهت إلى الشركة الجهويّة للنقل بمدنين أين عرضت خدماتها على مدير الشركة سنة 1981 ليتمّ قبولها في نفس السنة
جائزة العامل المثالي لسنة 2018
في اليوم العالمي للشغل من السنة الفارطة ..تم تكريم السيدة ” حياة هنيد ” من قبل الرئيس الراحل السيد ” الباجي قائد السبسي” ليسند إليها وسام العامل المثالي ، و يعتبر هذا التتويج اعترافا بنجاحها في ميدان عملها كما هو نجاح استطاعت أن تكسب من خلاله الرهان لتبرهن أن المرأة قادرة على أن تحظى بوظائف جعلها المجتمع حكرا على الرجل فقط و أنها أيضا قادرة على أن تتميز فيها و أن تحقق أيما نجاح ..
” حياة هنيد ” هي نموذج مثالي عن مدى قدرة المرأة على تحمّل مصاعب الحياة و مواجهتها برغبة تفوق الأفكار القاسية للمجتمع ..المرأة الكادحة التي سجّل التاريخ إسمها بالذهب.
مروى محمدي