جربة ميدون/ بورتريه حسن النجار: رحلة البحث عن الدكتوراه في التاريخ المعاصر …
تحديات، صعوبات تنتهي بالحصول عليها بملاحظة مشرف جدا
حسن النجار من مواليد 7 أوت 1971 أصيل جزيرة جربة التحق بالتعليم الإبتدائي سنة 1994 و هو الآن يعمل برتبة أستاذ متميّز بمدرسة المحبوبين بمعتمدية جربة ميدون من ولاية قبل التحاقه بالتعليم الإبتدائي درس بعض الأشهر في المعهد الأعلى للمحاسبة شعبة إدارة اقتصادية و اجتماعية( السنة الجامعية 1993-1994) ، لم ترق له هذه الشعبة فخيّر العودة إلى جزيرة جربة و لحسن حظّه تمّ انتدابه في التعليم الإبتدائي زمن الوزير احمد فريعة و لم يذق مرارة البطالة التي يعيشها شباب اليوم.
رغم حصوله على عمل محترم ضمن وزارة التربية إلاّ أن نفسه بقيت متعطّشة لمواصلة التعليم الجامعي، فشارك سنة 1997 في مناظرة المعهد العالي للتربية و التكوين المستمر شعبة تاريخ و لكنه لم ينجح في هذه المناظرةتمّ فتح مناظرة جديدة سنة 2001 لينجح فيها و يشترط النجاح في 40 وحدة من أجل الحصول على الأستاذية في التاريخ و الجغرافيا. و استطاع سنة 2010 من استكمال الوحدات و تحصل بذلك على الأستاذية في التاريخ و الجغرافيا..
في يوم من أيّام شهر نوفمبر 2010 سافر إلى تونس من أجل استخراج شهادة الأستاذية من المعهد العالي للتربية و التكوين المستمر( في بوشوشة). و ترجّل اثرها مباشرة في صبيحة ذلك اليوم إلى كلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية من أجل التسجيل في شهادة الماجستير. رغم فوات الآجال فقد قبلت الأستاذة الفاضلة حياة عمامو رئيسة قسم التاريخ مطلبه. و تمكن بعد جهد و مثابرة من الحصول على الشهادة بملاحظة حسن جدا تحت اشراف الأستاذ المقتدر الهادي التيمومي و كان عنوان الرسالة ” حركة الإتحاد و الترقي و رئيسها شمس الدين العجيمي” ناقشتها يوم 03 فيفري 2014.
محدثنا ّ انطلق سنة 2015 في رحلة الدكتوراه الشّاقة و المثيرة على حد تعبيره و قد دامت 5 سنوات حيث أشرف على الأطروحة الأستاذ محمد لطفي الشّايبي و اثر تقاعده قبل الأستاذ عميرة علية الصغيّر مواصلة الإشراف على الأطروحة التي عنوانها ” المعارضة اليوسفية صراع زعامات أم صراع خطط و استراتيجيات”.و قد اضطر في السنة الدراسية 2017- 2018 إلى الإنتقال بمفردي إلى تونس حيث درّس في مدرسة معقل الزعيم. للأسف قوانين وزارة التربية لا تتيح للمسجلين في الدكتوراه التفرغ و لو جزئيا من أجل اتمام شهادة الدكتوراه عكس ما نراه في فرنسا و في الدول المتقدمة في السنة الموالية اضطر إلى جلب كافة أفراد عائلته إلى تونس.
و في سبتمبر 2019 أتممت تحرير الأطروحة و وافق الأستاذ المشرف على إيداعها. و بذلك تنفّست الصعداء و عدت هانئ البال إلى جزيرة جربة إلى أن حلّ موعد النقاش الذي كان يوم 30 ديسمبر 2020. و قد أهدي هذا العمل إلى روح والده الذي توفي بشكل مفاجئ سنة 2015..
هذه المسيرة بحسب الدكتور و التي دامت قرابة 20 سنة كانت شاقة و متعبة و لكنها في نفس الوقت لذيذة سيما و أني قد تحصّل على ملاحظة مشرّف جدّا. و له أمل كبير في تمكينه من الإلتحاق بوزارة التعليم العالي رغم الظروف الصّعبة التي تمرّبها تونس.
و بهذه المناسبة عبر عن مساندته للدكاترة المعطلين عن العمل لأنه يدرك جيّدا عظم التضحيات التي قاموا بها من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه و متمنيا لهم بأن تكون سنة 2021 طالع خير لهم.
ماذا عن الاطروحة؟
في هذه الأطروحة (537 صفحة) بين أن المعارضة اليوسفية لم تكن فقط صراع على الزّعامة و إنّما كانت أيضا صراع على مستوى الإستراتجيات و الخطط المعتمدة من طرف الزعيمين الحبيب بورقيبة و صالح بن يوسف. و قد انتهى هذا الصراع في آخر المطاف باغتيال الزعيم صالح بن يوسف.
و قد استخلص في هذا البحث أنّ المعارضة اليوسفية لم تكن فقط سعيا من أجل نيل شرف الزّعامة الوطنية و إنّما كانت تحمل مبادئ و بدائل، و كان لها رهانات و مشاريع و خطط و استراتيجيات و تصوّرات لما يجب أن تكون عليه تونس المستقلّة.
و قد تمكّنت البورقيبيّة بحسب الدكتور من كسب الصّراع و ذلك لاعتماد الحبيب بورقيبة على سياسة تعتمد على براغماتية لا تتقيّد بمبادئ الحزب و لوائحه، أمّا اليوسفيّة فإنّها قد ظلّت متشبّثة بتلك المبادئ و المقرّرات رغم تعرّضها للتنكيل و لمحاكمات سياسيّة غير عادلة.
كما لا يمكن انكار أنّ الكاريزما و القدرات السياسيّة الذاتية لكلّ زعيم كان لها دور كبير في إحداث الفارق و في حسم الصّراع اليوسفي البورقيبي الذي لم يكن فقط صراع زعامات و إنّما كان أيضا صراع خطط و استراتيجيّات. ونشير في الاخير ان اعضاء لجنة المناقشة ضمت حبيب القزدغلي ريس ،عميرة علية الصغير المشرف ،الهادي جلاب ،خميس العرفاوي المقرران ،سعيد بحيرة عضو
شكرا جزيلا أخي ميمون
Good job