تفاصيل أشغال التهيئة والترميم الشاملة بقصر بلدية صفاقس
تتقدم الأشغال حثيثة لاستكمال التهيئة والترميم الشامل لقصر بلدية صفاقس بكلفة مالية فاقت 4 مليون دينار وذلك لأول مرة منذ اكتمال تشييده سنة 1906 بتصميم من المهندس المعماري الفرنسي Raphael Guy المعروف بطرازه الجامع بين المعمار العربي والغربي ( نيو – موراسك ) وبمساهمة في البناء من طرف فريق من مهندسين معماريين و بنائين أغلبهم إيطاليون من جزيرة صقلية ومالطيون وتونسيون الى أن شرع في تنفيذ أعمال توسعته بصفة تدريجية حتى حوالي سنة 1943.
أشغال الترميم والتهيئة المتواصلة منذ سنة 2018 ,اشتملت على التهيئة الهندسية لهذا المعلم واشغال السوائل و التكييف الهوائي و تجديد الشبكة الكهربائية المتآكلة مع احداث شبكة وقاية ضد الحرائق وقد تم تركيز الأسقف الوهمية والشبابيك والأبواب وصيانة الواجهات والصومعة والوحدات الصحية والجناح الاداري وتجديد الحديقة الداخلية
ويحتوي القصر على عديد القاعات الفسيحة المخصصة للاجتماعات ومكتب رئيس البلدية والكاتب العام ومكاتب الموظفين وتـعلو قصر بلدية صفاقس قبة جميلة مصحوبة بمئذنة أنيقة جهزت بساعة تمنح الوقت لسكان المدينة كل ربع ساعة.
وفي جزء هام من الطابق الأرضي نجد المتحف الأثري بصفاقس الذي أغلق أبوابه منذ 3 سنوات من أجل ترميم اللوحات الفسيفسائية واعادة توظيف فضائه
وقد طالت مدة الأشغال بسبب طبيعتها المعقدة التي تتطلب الكثير من المال وتكاتف جميع المهتمين بالشأن الثقافي والكثير من الوقت والصبر والخبرة رغم ما يبذله فريق المعهد الوطني للتراث من جهد للإسراع بإتمام الانجاز في أقرب الآجال وفق ما أكده المدير الجهوي للتراث الدكتور عمار عثمان
ويحتضن المتحف الأثري بصفاقس بمجموعة من اللوحات الفسيفسائية تغطي عهود تاريخ تونس بأكمله، وهي متأتية من صفاقس وضواحيها ومن مواقع أخرى بعيدة
ويعود الجانب الأوفر من المجموعات الخاصة بمتحف صفاقس إلى العهد الروماني،حيث تم جلب أغلب القطع من موقع طينة الأثري وكذلك من مواقع أخرى (بطرية و أكولا …).
و توجد في المتحف عدة قطع أثرية هامة على غرار الفسيفساء النادرة ” أريون ” ARON“ ,الشاعر والموسيقي الاغريقي وسمك الدلفين وفسيفساء نرسيس ” الصياد اليوناني الذي أُشتهر بجماله، وكان مغرورا وفخورا بنفسه لدرجة تجاهله وإعراضه عن كل الناس والذي رأى إنعكاس صورته في النهر فأعجب بها لدرجة أنه عجز عن تركها ولم يعد يرغب بالعيش وبقي يحدق في صورته إلى أن مات.
ويوجد بالمتحف الأثري لوحات زيتية وتماثيل وحلي وقبرين أحدهم فريد من نوعه في تونس
وفي تعليق على الحدث الذي يشهده قصر بلدية صفاقس بعد أن أشرفت أشغال الترميم على بلوغ المرحلة الأخيرة أكد الدكتور رضا القلال أن المهم الآن هو الاعتناء بمحيط المبنى وخاصة الدرر المعمارية المتواجدة قرب قصر البلدية على غرار قصر بن رمضان الذي فقد منذ أشهر احدى مناراته وغيره من المباني التي تعود لنفس الفترة والتي يستمد منها قصر البلدية مكانته في صدارة المباني المخصصة لذات الاستعمال والمشيدة في الفترة الاستعمارية.