مدنين / مطار جربة جرجيس الدولي ..نجاحات … ومستقبل غامض
يعد مطار جربة جرجبس الدولي من اقدم المطارات التونسية حيث يرجع تاريخ تاسيسه الي ستة 1970 ولعب هذا الميناء الجوي دورا كبيرا في دعم القطاع السياحي حيث استقبل ملايين السياح على مر السنين من كل انحاء العالم بالاضافة الي دوره الاجتماعي من خلال تامين عودة التونسين بالخارج اصلي ولايات الجنوب الشرقي .
غير انه وبمرور السنوات تراجع نشاط هذا المطار بعد 14 جانفي 2011 وزاد هذا التراجع بعد ظهور جايحة كورونا ..ومحاولة من مراسل الصباح بولاية مدنين لمعرفة اراء وتطلعات واقتراحات المهتمين بهذا الميناء الجوي جمع هذه الاراء والبداية مع صفوان التليلي ناشط بالمجتمع المدني الذي امدنا بهذا الراي في ظل ما عرفته لا أحد ينكر الدور الاستراتيجي الهام لمطار جربة جرجيس الدولي وخاصة مكانته المتميزة لدي سكان جزيرة جربة والجهة ككل، ففيه تحط طائرات الاهل المغتربين، وعبره يتوافد علينا السياح والزوار، ومنه نودع أقاربنا القاصدين بيت الله معتمرين وحجاجا، .
ومع كل هذه الأدوار التي يلعبها، اقتصاديا واجتماعيا، إلا اننا نرى بأن جملة من الاقتراحات والتوصيات ضرورية لمزيد تعزيز مكانة هذا المطار محليا وعالميا في خضم الكم الهائل من التغيرات السريعة التي يشهدها العالم اليوم. ومن ذلك فإننا نؤكد على أهمية تجديد الأسطول الجوي وخلق محطات جديدة خاصة مع دول الجوار كليبيا والجزائر، كما ندعو لتكثيف الرحلات الرابطة بين مطاري جربة جرجيس الدولي ومطار تونس قرطاج ونشدد على ضرورة الحرص على انتظامها في الموعد المقرر دون تاخيرات كبيرة. كما لا نغفل عن طلب خفض سعر التذكرة خاصة للطلبة والشباب.
ومن جهة أخرى ندعو السلط المختصة إلى تعزيز وتأمين أسطول النقل العمومي بين المطار ومختلف المعتمديات جربة حومة السوق،جربة ميدون ،جربة اجيم والمنطقة السياحية. وتوفير خدمات النقل مختلف ساعات النهار وكذلك ليلا. أما عن المدى المتوسط والبعيد فإننا نوصي بجدية التفكير في خلق فضاء جديد يكون من جهة فنيا بحت يمكن فناني وحرفي الجهة ككل من العرض الدائم والدوري لاعمالهم الفنية والحرفية ويسهل لهم عملية التسويق ومن ناحية أخرى يكون نواة ومتحفا مصغرا يعرف بالطيران وتاريخه بتونس.
وعلى غرار المعرض الجوي الذي انتظم بالمطار منذ سنوات قليلة والذي لاقي استحسان الجميع وبعث حركة في الجهة، فإننا نؤكد على ضرورة احداث فعاليات مماثلة ولما لا مهرجان سنوي في الطيران، ومسابقات في العاب الطيران. كما لا ننسى أيضا ان جناحا خاصا بالطائرات الخفيفة التي تمكن المواطن والزائر من فرصة الجولات الجوية فوق سحاب الجزيرة، بمقابل مادي لها، الأثر البليغ على السياحة وخاصة الثقافية منها.
في نفس السياق ندعو باحداث فضاء خاص للانتظار تكون فيه مكتبات و فضاءات ترفيهية وألعاب للأطفال ومختلف الخدمات الضرورية. وختاما نتمنى بأن يكون مطار جربة جرجيس الدولي مطارا نموذجيا ايكولوجيا يعالج نفاياته لوحده بالتسميد والفرز والتحويل للحد من التلوث والتغيرات المناخية و يعزز استخدامه الذكي للشمس كمصدر أولى للطاقة.
اما رياض البشير رئيس جمعية التنمية والدراسات الاستراتجية بمدنين ومهتم بالشان التنموي كان له هذا الراي المعروف أن مطار جربة جرجيس الدولي هو من أهم المطارات الموجودة بالبلاد التونسية ويؤدي خدمات جليلة خاصة على المستوي السباحي ومن خلال متابعتي الميدانية المباشرة، يظهر جليا احترام المشرفين عليه للمواصفات و الضوابط اللازمة لجعله في أفضل صوره، فليس هناك أي إشكال يذكر سواء بخصوص الصيانة أو بخصوص النظافة.
الا ان حجم الحركية بهذا المطار مازالت دون المأمول بالنسبة لنا كنشطاء مجتمع مدني حيث طالبنا عديد المرات بفتح خطوط مباشرة مع مطارات الدول العربية مثل الجزائر والمغرب ومصر وقطر والسعودية وليبيا الذين يوجد بهم جالية هامة اصيلة الجنوب الشرقي، كما ان وجود خطوط مباشرة يدعم السياحة العربية وخاصة سياحة المؤتمرات والسياحة الاستشفائية والرياضية.
كما انه من الضروري التفكير في استراتيجية مستقبلية لجعل مطار جربة جرجيس الدولي كمنطقة عبور بين الدول الافريقية والدول الأوروبية والعربية. كما لا يفوتنا التذكير على احترام مواعيد السفرات خاصة عبر الخطوط الداخلية و توفير ظروف الراحة بالطائرات. كما يوجد ضرورة اليوم لتدعيم اسطول النقل العمومي البري من المطار نحو مدن الجنوب مثل مدنين وتطاوين وجرجيس وبن قردان حيث واجه عديد الافراد الذين يصلون ليلا مشكلة في إيجاد وسيلة نقل وهو ما يتطلب مجهودات إضافية وعملا أكبر حتى يحافظ هذا المطار على مكانته.
وننهي هذه التصريحات مع محمد الفناني رجل اعمال ورئيس الاتحاد المحلي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجربة حومة السوق وفي مايلي رايه يعتبر مطار جربة جرجيس من أهم المعابر في تونس بل في شمال أفريقيا باعتبار الموقع الاستراتيجي لجزيرة جربة وكذلك باعتبارها من الوجهات السياحية المرغوب في زيارتها على المستوى العالمي.
ولكن إذا قارنا القدرة التسويقية لجزيرة جربة وامتدادها السياحي الصحراوي على غرار جبال الظاهر والمناطق المجاورة وأساسا ولايتي تطاوين وقابس، بالأرقام التي نحققها على مدار السنة نستنتج أن ثلثي العام تشهد فيه الجهة ركودا كبيرا رغم جمالية المنطقة واحتضانها لموروث ثقافي وبيئي رائعين إلى جانت الطقس المشجع على امتداد السنة.
ولعل هذه الخسارة مردها سوء استثمار مطار جربة جرجبس الدول القادر على استقبال أعداد كبيرة ويمكن ان نرجعه إلى عدة أسباب لعل من أهمها الاقتصاد على بعض الوجهات الكلاسيكية والتي كثيرا ما تشهد تأخير في مواعيد السفرات مما يؤثر سلبا على راحة المسافرين، ومن الأسباب أيضا عدم تفعيل استراتيجية السماء المفتوحة التي من شأنها تشجيع كبري شركات الطيران في العالم الهبوط بمدرج مطار جربة جرجيس وبالتالي تنشيط الحركة الإقتصادية والتعريف أكثر بالجهة ككل والحل في تقديرنا وجب رسم خطة استراتيجية تجعل من مطار جربة يشتغل على مدار السنة بتفعيل سياسة السماء المفتوحة والبحث عن وجهات جديدة لتشجيع السائح على زيارة المنطقة.