مدنين / غياب 09 اعضاء من مراكز الاقتراع ..اقبال محتشم على صناديق الاقتراع …وشمس الجنوب ترصد اراء نبض الشارع
انطلقت على الساعة الثامنة صباحا يوم امس السبت العملية الانتخابية للانتخابات التشريعية بنسق بطيء على مستوى الاقبال وسط حضور امني وعسكري امام مختلف مراكز الاقتراع والبالغ عددها 273 موزعين على مختلف معتمديات ولاية مدنين .
عدم حضور 09اعضاء بمراكز اقتراع
ولم يحضر على الساعة الثامتة صباحا يوم امس السبت 09 اعضاء من مراكز الاقتراع لاسباب مختلفة منها حالات مرض او وفاة لدى عائلات الاعضاء واسباب مجهولة وتم تعويضهم باعضاء اخرين حسب ما افاد رئيس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بمدنين للاعلامي ميمون التونسي .
ذات المصدر اضاف ان عدد المترشحين في 7 دوائر بولاية مدنين بلغ 33 منهم امراة للفوز ب 7 مقاعد بمجلس نواب الشعب علما ان دائرة بني خداش تقدم اليها مترشح وحيد وبالتالي ضمن مكان في مجلس نواب القادم ورغم ذلك تم اجراء العملية الانتخابية بهذه الدائرة بحسب رئيس الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات للاعلامي ميمون التونسي .
وفي سياق متصل بلغ عدد الناخبين 418 الف و863 وان اكبر عدد الناخبين موجود بدايرة مدنين الجنوبية وسيدي مخلوف ب 105 الف و835ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 273 اما عدد مكاتب الاقتراع يبلغ 544.
ويعد مركز اقتراع مدرسة ابن خلدون بمعتمدية مدنين الشمالية اكبر عدد على مستوى المراكز 10 بها 9837 ناخب اما اصغر مركز اقتراع بهو بمدرسة راس واد الغباي بمعتمدية سيدي مخلوف بمكتب وحيد للاقتراع ب 47.
وتجدر الملاحظة ان كل مراكز الاقتراع اغلقت ابوابها يوم امس على الساعة السادسة مساء ما عدا مراكز معتمديات جربة حومة السوق وجربة ميدون وجربة اجيم وجرجيس اغلقت على الساعة الثامنة ليلا نظرا لخصوصية متساكني هذه المعتمديات .
شمس الجنوب ترصد نبض الشارع
ومتابعة لسير العملية الانتخابية رصدت شمس الجنوب اراء بعض المواطنين والبداية كانت مع فتحي الجامعي مواطن متقاعد وناشط الذي اشار انه سبق له ان شارك في كل المحطات الانتخابية التي عرفتها تونس منذ سنوات السبعينات ويرى ان انتخابات يوم امس 17 ديسمبر 2022 رغم العزوف الواضح وخاصة من الشباب يعتبر هذا الموعد موعدا هاما وهاما جدا لبناء تونس الجديدة على حد تعبيره والقطع نهاييا مع العشرية السوداء التي عرفتها البلاد على حد تعبيره .
اما الاعلامي رامي المحضي كان له هذا الراي تقريبا لا يوجد مشاهد توحي بوجود انتخابات في تونس يوم امس حتى مشاهد طوابير المترشحين في ساعات الصباح الاولى خلال مختلف المحطات الانتخابية السابقة لم نراها خلال الانتخابات الحالية .
واضاف رامي المحضي يوجد حالة من الاحباط من الانتخابات التشريعية لدى معظم التونسيين الذين يرون بأنه سواء ذهبوا لإنتخاب من ينوبهم في البرلمان القادم او لم يذهبوا، لن يغير هذا شيء في حياتهم .
أتصور ان ضعف الاقبال على الانتخابات هذا العام كان متوقع خاصة بعد القوانين التي أقرتها الهيئة العليا المتستقلة للانتخابات من خلال منع (بطريقة غير مباشرة) وسائل الاعلام الخاصة من ممارسة دورها في العملية الانتخابية نظرا لوجود قانون جديد إفتك سلطة مراقبة وسائل الاعلام من ال haica لصالح الisie .
الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أقصت وسائل الاعلام من الحملة الانتخابية من خلال قرارها التعامل مع وسائل الاعلام العمومية والاذاعات الجمعياتية لا غير، اضافة الى منع وسائل الاعلام الاجنبية من اخذ تصريحات من المترشحين .
كل هذا ساهم في عدم التعريف بالبرامج الانتخابية للمترشحين وبالتالي عدم وحود رغبة للتونسيين في الذهاب الى صناديق الاقتراع .
التونسي ملّ العملية الانتخابية التي اصبح لا يرى فيها أي منفعة للاسف، انطلاقا من المجلس التأسيسي سنة 2011 مرورا بمجلس النواب 2014 وصولا الى مجلس عام 2019 .
راهن رئيس الجمهورية قيس سعيد على كره التونسيين للمشهد البرلماني خلال العشرية الماضية من اجل تمرير مشروعه المتمحور حول الانتخاب على الافراد، ولكن أتصور انه لم ينجح في هذا ( الى غاية الان ) لان التونسي يريد نتائج لا مشاريع قوانين او تغيير في مستوى نظام الحكم .
ربما سيقطع هذا البرلمان مع حالة الاستثناء التي انطلقت منذ 25 جويلية 2021 ولكن اتصور أنه سيؤسس لصراع سياسي ٱخر يقوم أساسا على صراع شرعيتين، اذ ستفرز هذه الانتخابات نواب بشرعية قانونية، وفي الجهة الاخرى نواب من برلمان 2019 المنحل الى غاية الان متمسكون بشرعيتهم القانونية وغير معترفين بقرارات 25 جويلية .
ينضاف الى كل هذا أزمة اقتصادية حادة قد تعصف بالمالية التونسية في ظل عدم التوصل الى اتفاق واضح مع صناديق الاقتراض العالمية على حد تعبير محدثنا .
وننهي هذه التصريحات مع رياض البشير باحث الذي افاد بما يلي في أي نظام ديمقراطي تعتبر الانتخابات فرصة لتبليغ وجهة نظر وهي طريقة من طرق المساءلة الاجتماعية، فذهاب المواطن للانتخاب يعتبر موقف حضاري يقع التعبير عنه بالصندوق و حتى مقاطتعه للانتخابات يعتبر موقف يستنتج منه عدم رضاه واقناعه بالمترشحين… اليوم تونس تعيش انتخابات في فترة صعبة اقتصاديا، والمواطن يامل في تحسين الوضع في جميع المجالات ومنها العمل التشريعي الذي تسببت الأحداث التي عاشتها تونس خلال السنوات الاخيرة في نقص الثقة بين المواطن والطبقة السياسية بشكل عام. والامل هنا في اعضاء مجلس النواب القادمين للعمل وفقا لصلاحياتهم على تحسين الوضع وتقديم المبادرات التشريعية للنهوض بالجهات الداخلية في انتظار تركيز مجلس الجهات الاقاليم الذي قد يكون له صلاحيات اكبر خاصة في علاقة بالجانب التنموي..