صفاقس: مجمع “تلنات” يقدم عرضا مفصلا عن القمر الصناعي “تحدي 1” لتلاميذ المدرسة الإبتدائية 2 مارس 1934
اختار مجمع “تلنات”، الذي كان أطلق أول قمر صناعي تونسي في مارس الفارط، المدرسة الإبتدائية 2 مارس 1934 بصفاقس كمحطة انطلاق لسلسلة لقاءات تجوب المدارس الابتدائية ويتولى خلالها مهندسو المؤسسة تقديم عروض تفاعلية حول هذا المنجز التكنولوجي والعلمي الهام.
واحتضنت هذه المدرسة العريقة، الواقعة بقلب مدينة صفاقس، مساء أمس الخميس، اللقاء الأول الذي جمع عددا هاما من تلاميذ المدرسة، والمربين، والأولياء، وإطارات مؤسسة “تلنات”، التي أهدت المدرسة بالمناسبة صورة لكوكب الأرض كان التقطها أول قمر صناعي تونسي هو القمر الصناعي “تحدي 1”.
ووصف مدير المدرسة، محمد جار العافية، في تصريح لـ “وات”، اللقاء بالهام باعتباره “يساهم في إعداد الناشئة للتحديات التكنولوجية القادمة ويدربهم على التوق إلى التميّز ويغرس فيهم شغف البحث العلمي”، بحسب تعبيره.
وصرّح مدير مجمع “تلنات”، محمد الفريخة، (وهو أحد التلاميذ السابقين بمدرسة 2 مارس 1934) أنه اختار أن تكون أول مناسبة للاحتفال بالحدث التاريخي لإطلاق القمر الصناعي (22 مارس 2021) خارج إطار مؤسسة “تلنات” في الوسط التربوي “كلمسة وفاء للمؤسسة التربوية، والإطار التربوي، وللدولة التونسية، التي نشرت التعليم وكانت سببا في تحقيق الحلم الذي راوده منذ صغره المتمثل في إطلاق أول قمر صناعي تونسي والذي تم تجسيمه بكفاءات تونسية مائة بالمائة”.
وأكد أن المؤسسة ستدعو كل مهندسيها (المقدر عددهم بالمئات) للنسج على منواله وتنظيم لقاءات مفتوحة في المدارس الابتدائية التي تلقوا فيها تعليمهم، مع العمل على تعميم التجربة تدريجيا على كل مدارس البلاد.
واعتبر الفريخة أن الغاية من هذه المبادرات هو تدريب الناشئة على تكنولوجيات الفضاء، وغرس مشاعر الاعتزاز بالوطن لديهم والثقة في إمكانياتهم وإمكانيات بلادهم على خوض غمار التحديات التكنولوجيات واكتساب ثقافة الابتكار والتميز.
وعبّر عن أمله في أن يفكر الشباب التونسي ويحلم بتصنيع مركبة فضاء تونسية بعد النجاح في إطلاق أول قمر صناعي تونسي، مبينا أنه هذه المركبة يمكن أن تتحول إلى واقع ملموس في غضون 25 سنة وأن تؤمن الذهاب إلى الفضاء وإلى كوكب المريخ انطلاقا من الصحراء التونسية.
وقد تفاعل التلاميذ الحاضرون في هذا اللقاء بشكل إيجابي ولافت مع العرض البصري الذي قدّمه فريق المهندسين لمجمع “تلنات” بشأن عديد القضايا المتعلقة بالأساس بتصنيع الأقمار الصناعية وأهدافها وخصوصيات ما يعرف بالثورة الرقمية الرابعة وانترنات الأشياء التي تميز القمر الصناعي “تحدي 1” بالإضافة إلى عديد المعطيات العلمية المتصلة بمجال الفضاء.
وينتظر أن يكون هذا اللقاء العلمي منطلقا لإحداث نادٍ للعلوم التكنولوجية صلب مدرسة 2 مارس 1934 وأن يدعمه ويؤطره مجمع “تلنات”، بحسب ما أفاد به مدير المدرسة الذي أكد أن الفكرة تعود جذورها إلى سنتين إلى الوراء عندما زار الفريخة مؤسسته الأم وعبّر عن رغبته في بعث هذا النادي صلبها.
ووصف المندوب الجهوي للتربية صفاقس 1، محمد بن جماعة، من جهته، اللقاء بين المهندسين التونسيين وتلاميذ مدرسة 2 مارس 1934 بلقاء الوفاء للمؤسسة التربوية، مثمّنا ما أسماه البعد الاستراتيجي لمثل هذه المبادرات والذي “يجدّد الاهتمام بالمدرسة وكيف لها أن ترسم ملامح مستقبل مجتمع طموح متعلق بالمسك بناصية التكنولوجيا والذهاب إلى الفضاء”.
وعن سؤال يتعلق بالوضع الحالي للقمر الصناعي التونسي “تحدي 1” بعد أكثر من 3 أشهر من إطلاقه، قال محمد الفريخة “إن كل شيء على ما يرام ويشتغل هذا القمر بصفة عادية ويقع استقبال نتائجه بشكل منتظم” مشيرا إلى أنه محل اهتمام ومتابعة من طرف عديد وكالات الفضاء.
وتابع قائلا إن مجمع “تلنات” بصدد القيام بعدد من الشراكات الدولية مع شركات فرنسية للتعاون في تطوير أقمار صناعية تسعى إلى ملاحظة الكرة الأرضية بالإضافة إلى شراكات جارية مع عدد من بلدان الخليج العربي المهتمة بإطلاق أقمار صناعية.
وأضاف مدير مجمع “تلنات” أن الفترة القليلة القادمة ستعرف تقدّما في المفاوضات مع الشريك الروسي للبحث عن صيغ تجسيم حلم رائد الفضاء التونسية ورائدة الفضاء التونسية بالإضافة إلى مركز التكوين في الفضاء الذي سيقع تركيزه في صفاقس.
وات