صفاقس : في اليوم الاول من شهر رمضان … عدد من المواطنين بين مطرقة غلاء اسعار المواد الاستهلاكية وسنديان شهواتهم الرمضانية
في اليوم الاول من شهر رمضان المعظم، هنا … داخل الاسواق الساكنة بين أسوار المدينة العتيقة بصفاقس، على غرار سوق “بوشويشة” المعروف منذ القدم ببيع الخضر والغلال والقهوة ، وسوق السمك وسوق الجزارين، وجد عدد من المواطنين الذين غصّت بهم ازقة هذه الاسواق ومحلات البيع انفسهم “بين مطرقة غلاء اسعار المواد الغذائية المنتشرة هنا وهناك على محامل العرض كالخضر والغلال من فلفل وبطاطا وطماطم وتمور والفراولة، وندرة بعضها مثل القهوة وما يرافقها من طوابير وطول انتظار لاقتنائها، وسنديان شهواتهم الرمضانية التي يصعب مقاومتها”، وفق ما عاينته من تصريحات للمواطنيين الذين جاؤوا للتسوق والتبضع
الإحساس بالحيرة بين غلاء اسعار بعض المواد الغذائية مثل التمور الذي تراوح سعرها بين 7 و8 آلاف دينار للكيلو الواحد، وضرورة اقتنائها لصعوبة مقاومة الشهوات الرمضانية للصائم عادة، ارجعته احدى المواطنات وهي إمراة شابة الى الاقبال الشديد عليها بعد يوم كامل من الصيام ،هذا الرأي أيده مواطن آخر، وهو رجل في مقتبل العمر، وهو ينتظر دوره في طابور أمام محل لإقتناء القهوة ، قائلا “لا تحلو السهرات الرمضانية بالنسبة لأمهاتنا وآبائنا دون احتساء القهوة
وعن ندرة مادة القهوة في الأسواق، والطوابير يوميا أمام محلات بيع القهوة لاقتناء بعض الغرامات من هذه المادة الاستهلاكية، ذكر صاحب محل بيع القهوة الشهير “القلال” داخل المدينة العتيقة بصفاقس، “إن المسألة تكمن في الفارق بين العرض والطلب، حيث أن طوابير المواطنين الذين يقفون يوميا أمام المحل لإقتناء القهوة، اكثر من مادة القهوة المعروضة في المحل”، مشيرا إلى أن ” هذا الوضع سوف يتفاقم مع ارتفاع الطلب في شهر رمضان، وكثرة إستهلاك المواطنين للقهوة بعد الإفطار
من ناحيته، فسر أحدهم إقبال عدد من المواطنين عادة على إقتناء بعض المواد الاستهلاكية كالخضر والغلال رغم غلاء اسعارها مقابل عزوفهم عن إقتناء المواد الأقل سعرا، لعدم صلوحيتها”
هذا ولئن يجد عدد من المواطنين أنفسهم في حيرة من أمرهم بين غلاء أسعار بعض المواد الاستهلاكية، وشهواتهم الرمضانية التي لا تقهر، خيّر بعضهم ترشيد إستهلاكه، حيث إعتبرت أحدى المستجوبين، “ان لهفة المواطنين غير المسبوقة على التبضع، خلال شهر رمضان وحتى قبل أيام قليلة من حلوله هي السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار”، وفق تقديرها، مشيرة إلى “أن الحل الأنسب لمجابهة الغلاء يكمن في المقاطعة وترشيد إستهلاك المواطن
ضرورة ترشيد الإستهلاك لمجابهة إرتفاع الأسعار، رأي سانده ايضا مواطن آخر توجهت اليه بالخطاب ليؤكد ان غلاء الأسعار أمر ملحوظ، سيما في ظل غياب الرقابة الحازمة والتلاعب بالأسعار من قبل الباعة والمحتكرين، ، مضيفا انه يجب على المستهلك كبح جماح رغباته وشهواته خلال رمضان وان لا يتبضع الا في حدود قدرته الشرائية
وبخصوص أنشطة فرق الرقابة الإقتصادية، خلال اليوم الأول من شهر رمضان المعظم، افاد المدير الجهوي للتجارة بصفاقس، محمد جابر حريز، “انه بهدف كبح جماح المحتكرين والانفراد بالاسعار ومراعاة للمقدرة الشرائية للمواطن، تم تجنيد خلال الفترة الصباحية من اليوم الاول من شهر رمضان، 8 فرق رقابية بصفاقس الكبرى وبعض المعتمديات، حيث قامت ب120 عملية رقابية، تم خلالها رفع 28 مخالفة اقتصادية، تعلقت اساسا بالترفيع غير القانوني في الاسعار وعدم اشهار الاسعار ، وحجز 646 علبة سجائر من احل الترفيع في اسعار بعضها وحجز 192 كلغ من مادة السكر من اجل اخفائها وعدم عرضها للمستهلك ، وحجز 12 كلغ من الدواجن لعدم صلوحيتها للاستهلاك “، مشيرا الى ان عمل الفرق الرقابية يتواصل خلال الفترة المسائية الى حدود موعد الافطار
وات – هادية بوصرصار