جربة / هذا الخميس 4 ماي انطلاق الزيارة السنوية لمعبد الغريبة
الباحث سامي بن طاهر يتحدث لشمس الجنوب عن التعايش بين المسلمين واليهود بالجزيرة على مر السنين
ينطلق يوم الخميس القادم 4 ماي زيارة معبد الغريبة بمنطقة الرياض بمعتمدية جربة حومة السوق من ولاية مدنين ليتواصل الى غاية يوم 10 من نفس الشهر ،وبحسب العديد من المتابعين والملاحظين فان هذه الزيارة تعتبر حدث مهم من شانه ان يوجه رسائل متعددة الي العالم في التعايش بسلام وتسامح .
وينتظر ان يرتفع عدد الزوار هذه السنة 2023 بحسب بيريز الطرابلسي رئيس هيية معبد الغريبة مقارنة بالسنة المنصرمة بعد تحسن الوضع الصحي بعد جائحة كورونا التي الغت لسنتين متتاليتين 2020 /2021.
كما اشار الطرابلسي انه تم الاستعداد جيدا لهذه الزيارة باعتبار ان هذا الحدث السنوي الهام يوجه رسالة في التعايش السلمي ويؤكد ان تونس ارض التسامح والسلام على مر السنين وفق قوله .
واشاد رئيس هيئة معبد الغريبة بزيارة وزير السياحة بمكتبه لدى تواجده خلال شهر رمضان الفارط لمتابعة ظروف الاستعداد لهذه الزيارة السنوية معبرا عن امله ان تلقي زيارة الغريبة هذه السنة وعلى غرار السنوات الفارطة بدعم مختلف الاطراف ذات العلاقة
اقدم واكبر معبد في افريقيا
كما اشار رئيس هيئة معبد الغريبة ان هذه الزيارة تتميز الى جانب طابعها الديني بصبغتها السياحية اذ تساهم في دعم وتنشبط الحركة الاقتصادية والسياحية بالمنطقة السياحية جربة جرجيس والمناطق المجاورة لها وفي مزيد دعم باشعاع تونس بانها ارض سلامح وتعايش مؤكدا ان اعداد كبيرة من الزولر تعودوا بالتحول لمعبد الغريبة بمنطقة الرياض بمعتمدية جربة حومة السوق للقيام بشعايرهم الدينية وهم مواظبون على هذا الموعد السنوي لاعجابهم بجربة التي تعطي ككل سنة المثال في الاستقرار والامن والعيش المشترك والتسامح الذي يميزها .
وتجدر الاشارة ان معبد الغريبة بمنطقة الرياض بمعتمدية جربة حومة السوق يعتبر اكبر واقدم معبد يهودي في تاريخ افريقيا ،زيتوافد اليه جموع من اليهود بشكل سنوي من عديد الدول في العالم ومن تونس ،وتختلف الروايات حول دوافع انشاء هذا المعبد وتقول احدي الروايات ان يهودية حلت بالمنطقة واستقر بها الحال في جزيرة جربة واسست معبد الغريبة وسمي الغريبة نسبة الي هذه المراة اذا كانت غريبة على المكان واهله .
ويصل اليهود الى هذا المزار في اواخر شهر افريل وبداية شهر ماي من كل سنة تزامنا مع اليوم من تقويم الفصح اليهودي فيقيمون شعاير دينية وطقوسا متنوعة وسط اجراءات امنية مشددة .
الباحث سامي بن طاهر يتحدث لشمس الجنوب عن التعايش بين المسلمين واليهود على مر السنين والقرون
وفي سياق متصل تحدث الباحث سامي بن طاهر للاعلتمي ميمون التونسي عن التعايش بين المسلمين واليهود فاشار ان بعض المصادر التاريخية /وثيقة الجنيزة بالقاهرة في القرن 11 ميلادي ووثيقة الادريسي في القرن 12 ميلادي / بوجود جالية يهودية مستقرة بجزيرة جربة وتميزت هذه الجالية بممارسة التجارة البحرية بعيدة المدي علي النطاق المتوسطي وكانت تربطها علاقات مع تجار مستقرين في مواني صقلية ومصر وفي عدد من البلدان الاوروبية الاخرى .
وافاد محدثنا ان هذا النشاط كان يمارس بالتعاون مع تجار الاباضية بجزيرة جربة الذين يسيطرون على تجارة القوافل الصحراوية منذ القرن 10للميلاد وهو القرن الذي برز فيه احد اهم قادة المذهب الاباضي وهو ابو ميسور اليهراسني اصيل منطقة جبل دمر بمعتمدية بني خداش .
واضاف سامي بن طاهر انه بالاضافة الى ذلك التقي بربر وعرب جزيرة جربة مع سكانها اليهود في انشطة حرفية مختلفة لعل اهمها النسيج الذي عرفت به جزيرة جربة منذ قديم الزمان حيث كانت تستاثر وحدها بنفس كميات الصوف التي تنتجها البلاد التونسية .وساهم تجار اليهود في امداد السوق بكميات ضخمة من جلد الغنم المتاتي من وسط البلاد التونسية /جهة القيروان / عبر مواني سوسة والمهدية وصفاقس ويتم بعد ذلك غسل الصوف وتفتيته وغزله ونسجه من طرف الحرفين المسلمين الجرابة لبيعه في الاسواق المحلية والصحراوية والمتوسطية ايطاليا ،اسبانيا ومصر ويتولى اليهود صنع الصوف باستعمال مواد طبيعية قبل تسويقه .
قواسم مشتركة
على صعيد اخر اكد الباحث ان هناك قواسم مشتركة بين المسلمين واليهود وتتعلق بالجانب العقائدي حيث تجدر الاشارة ان العديد من الطقوس تمارس في اطار حج اليهود لمعبد الغريبة بمنطقة الرياض بمعتمدية جربة حومة السوق .
كما ان موقع معبد الغريبة تحاذيه مقبرة اسلامية وهو ما يبرز حسن الجوار بحسب الباحث سامي بن طاهر ومشيرا ان هذا المعبد يوجد بمعزل عن السكان وهو ما يذكرنا بالمساجد الاباضية التي توجد ايضا في اماكن بعيدة عن مواطن العمران .
واكد في الاخير ان وجود جامع بن يعلي بمنطقة الرياض بمعتمدية جربة حومة السوق بالقرب من معبد الغريبة هو دليل ساطع وقاطع على التعايش بين المسلمين واليهود على مر السنين والقرون …