حكاية أغنية : لا تكذبـــــي
يُرْوَى أن الشّاعر الغنائي كمال الشنّاوي كان معجبا بالمطربة نجاة الصغيرة لكنّها لم تكن تُبادله نفس الشعور فقد كانت على علاقة بشخص آخر، ويزعمون أنّه رآها يومًا مع ذلك الشخص يتجاذبان أطراف الحديث وقرأ في عينيها حبًّا لذلك الشخص وصوّر له خياله أنّها بصدد خيانته وشعر بمرارة جرح الكبرياء وتخيل هذه القصيدة بعنوان (لا تكذبي)
لاتكذبي انّي رأيتكما معا *** ودَعي البكاء فقد كرهتُ الأدمعا
ما أهون الدّمع الجسور إذا جرَى *** من عين كاذبة فأنكر وادّعى
وأهدى الشاعر القصيدة الى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي لحّنها وسجّلها بصوته بالعود وكان ينوي أن يهدي اللحن لعبد الحليم حافظ لأنّ القصيدة حسب رأيه تتماشى مع صوت رجالي تبعًا للقصّة. وكانت نجاة الصغيرة تصوّر فيلم (الشموع السوداء) الذي يروي قصّة خيانة زوجيّة فطلبت من عبد الوهاب شراء اللحن فوافق على ألاّ تغنّيها في الحفلات العامّة الا بعد عرض الفيلم. وغنّتها بعد نجاح الفيلم بحفل بدار سينما قصر النيل يوم 15 ماي 1962 ويصادف اليوم الثاني من عيد الاضحى ثم غنّاها عبد الحليم حافظ حسب رغبة عبد الوهاب
ونجحت الأغنية بكلا الصوتين نجاحًا منقطع النظير
غير أن نجاة الصغيرة قد غضبت غضبًا شديدًا على عبد الحليم حافظ ووقعت بينهما وحشه غذّتها الشائعات ثم ما لبث أن تدخّل محمد عبد الوهاب وفضّ النّزاع وصَالَح بينهُما وربح المستمع العربي أغنية راقية بلحن كبير الملحنين وبصوتين من أصوات عمالقة الفن..وقد كان الجمهور يصل الى قمة الطرب عندما يردّد أحدهما :
ماذا أقول لأدمُع ***سفَحَتْها أشواقي إليك
ماذا أقول لأضلُع *** مزّقتها خوفا عليك…
أَأقول هانت…أأقول خانت…أأقولها…لو قلتها أشفي غليلي…
يا ويلتي لا لن أقول انا…فقولي