أزمة الغاز تعيد للكانون بريقه في المطبخ الصفاقسي
يلجأ مواطنو ولاية صفاقس وفي ولايات أخرى منذ أسابيع لطهي أطعمتهم على الكانون والفحم في ظل غياب قوارير الغاز المنزلي جرّاء تواصل نعطل التزويد من وحدات تعبئة القوارير في المنطقة الصناعية بقابس بسبب اعتصام المعطلين عن العمل
وساهم هذا الاعتصام في تعطل إنتاج قوارير الغاز وتزويد مناطق الجنوب بها والمتمثلة في ولايات صفاقس وقابس وقفصة
وتسبب الاعتصام في أزمة كبرى لأهالي الجنوب والذي يتزامن مع ارتفاع موجة البرد في البلاد.
ويطالب المعتصمون بالتنمية والتشغيل وبتفعيل قرارات المجالس الوزارية الخاصة بولاية قابس، ومنها إنشاء صندوق للتنمية والتشغيل وإنجاز المناظرة الخاصة ببرنامج التشغيل بالمجمع الكيميائي التونسي (مصنع لإنتاج الغاز والمواد الكيميائية)
وينسج معتصمو قابس على منوال اعتصام الكامور الذي دام نحو 4 أشهر وأفرز اتفاقاً بين الأهالي والحكومة بتشغيل 1500 عاطل عن العمل
الكانون يعوض الغاز في صفاقس
في ظل غياب قوارير الغاز، استعان أهالي مدينة صفاقس بالكانون والفحم لطهي الطعام،في مشهد أعاد المطبخ الصفاقسي الى أوائل القرن الماضي
غير أن الفحم الذي كان ينتج محليا بعد تشذيب أشجار الزيتون بانشاء “مردومة ” في وسط الجنان أصبح يشترى بأغلى الأثمان 2000 مليم للكيلوغرام الواحد بما جعل المواطنين يتحملون مصاريف اضافية لطبخ أكلة تكلفتها هذه الأيام مشطة حيث يباع الكيلوغرام من الفلفل بأكثر من 3 دنانير ونفس الشيء بالنسبة لكل المواد التي تشهد ارتفاعا صاروخيا في أثمانها
اعتصام الغاز بين رافض ومؤيد
أثار انقطاع الغاز موجة من الاحتجاج والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المحسوبة على شباب صفاقس الذين أعربوا عن غضبهم بنشر صورة تظهر طوابير من المواطنين تصطف أمام محطات التزود بالوقود للظفر بقارورة غاز في صفاقس بسبب الاعتصام.
واعتبروا أن هذا الاعتصام مرفوض شاجبين زمن قطع الطرقات والغاز والبترول والفسفاط واعطني حصتي!” مؤكدين أنه ووقفا لهذا المنطق فان صفاقس هي أول منتج للغاز في تونس، وهي أولى بغازها وهي كذلك تشكو من البطالة والتهميش منذ عقود من الزمن لكن المطالبة بالتنمية والتشغيل لا تتم عبر قطع وتعطيل الانتاج والاضرار بالغير خاصة وأن الغاز من المواد المستعملة في المصحات والمستشفيات
وفي ذات السياق أكد أحد المواطنين ( عبد السلام كمون – محاسب ) أن صفاقس تعاني من البطالة والتهميش والتلوث لكن مواطنيها لم يقوموا يوما بقطع انتاج السياب بالقوة
وعبر أحمد نجاح ( خبير في الصيد البحري ) عن تفهمه لمطالب شباب قابس وتقديره لتضحياتهم وأسفه للتهميش الذي تتعرض له قابس وسياسة التسويف تجاهها وبقاء كل القرارات التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة بعد الثورة لصالحها حبرا على ورق