ليبيا تحيي الذكرى 89 لاستشهاد عمر المختار
تُحيي ليبيا اليوم الأربعاء، الذكرى التاسعة والثمانين لاستشهاد شيخ الشهداء، عمر المختار، الذي يصادف السادس عشر من شهر سبتمبر / أيلول، والذي يعد يوم عطلة رسمية في ليبيا ويسمى يوم الشهيد.
وُلد عمر المختار، الذي يعود نسبه إلى بيت فرحات من قبيلة المنفة القاطنة في منطقة البطنان شرق ليبيا، في 20 أغسطس العام 1858 بمنطقة جنزور شرق مدينة طبرق، ولم يعايش والده طويلًا، إذ توفي وهو طفل صغير، فكفله الشيخ حسين الغرياني شيخ الزاوية السنوسية في جنزور، وأدخله مدرسة القرآن الكريم بالزاوية السنوسية «الكتاب»، ثم أرسله إلى الجغبوب ليصبح تلميذًا في الطريقة السنوسية.
وفي العام 1911، أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية، وبدأت إنزال قواتها بمدينة بنغازي في 19 أكتوبر، وفي تلك الأثناء كان عمر المختار في مدينة الكفرة بقلب الصحراء في زيارة إلى السنوسيين، وعندما كان عائدًا من هناك مر بطريقه بواحة جالو، وعلم وهو فيها بخبر نزول الإيطاليين، فعاد مسرعًا إلى زاوية القصور لتجنيد أهلها من قبيلة العبيد لمقاومة الإيطاليين، وظل عمر المختار يقود المعارك ضد الطليان تحت إمرة أحمد الشريف السنوسي، الذي سلم القيادة للأمير محمد إدريس السنوسي الذي أصبح قائد المقاومة الليبية، وعين عمر المختار نائبًا له.
واستمر عمر المختار في قيادة المقاومة الليبية حتى وقع في الأسر في 11 سبتمبر 1931، إذ شاهدته وحدة استطلاع إيطالية بينما كان متوجهًا بصحبة عدد من رفاقه لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، فأبلغت قيادة الجبل باللاسلكي، وإثر اشتباك في أحد الوديان قرب عين اللفو، جُرح حصان عمر المختار فسقط إلى الأرض ووقع في الأسر.
وفي 15 سبتمبر 1931، جرت محاكمة «صورية» لعمر المختار، إذ انتهى الطليان من ترتيبات الإعدام وأعدوا المشنقة قبل بدء المحاكمة، وصدور الحكم على المختار الذي جرى إعدامه في 16 سبتمبر 1931 ببلدة سلوق جنوب مدينة بنغازي.
ويعد عمر المختار اليوم رمزاً للجهاد والنضال في كامل المنطقة العربية، في حقبة تاريخية مرت بها معظم الدول العربية، عانت فيها من ويلات الإستعمار الأوروبي للمنطقة.